باحث شرعي يقيم الحجة على المتسلفة الذين يبدعون
كـتب- علي شبل:
كشف الدكتور عبدالرحمن الفخراني، الباحث الشرعي في العلوم الإسلامية، عن حكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، ورد على بعض المتشددين من السلفية الذين يبدعون الاحتفال بالذكرى العطرة بدعوى أنه لم يأت به سند شرعي ولم يرد عن الصحابة ولا التابعين.
ونشر الفخراني، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، قائلًا: أقوم حجة على المتسلفة، الذين يبدعون الاحتفال بذكرى مولد سيدنا النبي، عليه الصلاة والسلام، ومجلى ظلام دربهم، الذي يرخون فيه حبال التبديع والتفسيق، يريدون أن يضيقوا بها الخناق على دنيا الخلق.. أبين حجة عليهم قول ابن تيمية، رحمه الله تعالى ورضى عنه، في كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم) : ((فتعظيم المولد ، واتخاذه موسما ، قد يفعله بعض الناس ، ويكون له فيه أجر عظيم ؛ لحسن قصده ، وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم . كما قدمته لك : أنه قد يحسن من بعض الناس ، ما يستقبح من المؤمن المسدد)).
وتابع الباحث الشرعي في العلوم الإسلامية: بهذه الصورة يكون فيها المولد من المصالح المرسلة : وذلك إذا كان بقصد استثمار تاريخ هذا الحدث الجليل للتذكير بسيرته صلى الله عليه وسلم , أو لإذكاء جذوة محبته صلى الله عليه وسلم في القلوب , من غير اعتقاد فضيلة خاصة لليوم , تجيز تخصيصه بعبادة , أو باعتقاد لا دليل عليه.
ولفت الفخراني إلى أن هذه الصورة هي التي استحسنها كثير من العلماء ، حتى صنفوا للمولد مصنفات مفردة ، تزيد على المائة ، من أجل أن تُقرأ في يوم مولده صلى الله عليه وسلم ، كأبي شامة والعلائي وابن عبد الهادي ( تلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية ) وابن ناصر الدين الدمشقي والحافظ العراقي وابن حجر العسقلاني وغيرهم كثير من سادة الأمة.
وأضاف: خطأ المتسلفة، ومن لف لفهم، قولهم إن الاحتفال بالمولد ليس عليه دليل خاص، ولا فعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا بلغه لأمته، ولا فعله الصحابة وهم أحرص على الخير وأعلم بمراد الله ... إذاً هو بدعة.
والحقيقة- يؤكد الدكتور عبدالرحمن الفخراني- أن هذه الطريقة أشبه بالمغالطة، وأبعد عن المنهجية العلمية، وتوضيح ذلك كما يلي:
أن المنهجية التي سلكها العلماء والفقهاء هي أنْ يعرضوا (الأمر الحادث) على (ميزان الشريعة)، فإن خالفها رفضوه، وإنْ وافقها وحقق مقاصدها واندرج تحت أصولها قبلوه، وهذا ما نص عليه جماهير العلماء.
واستشهد بقول الإمام الشافعي: ((المحدثات ضربان:
1- ما أحدث يخالف كتابا أو سنة أو أثرا أو إجماعا فهذه بدعة الضلال.
2- وما أحدث من الخير لا يخالف شيئا من ذلك فهذه محدثة غير مذمومة)).
وقول شيخ الإسلام أبو شامة المقدسي في الباعث على إنكار البدع: (فالبدع الحسنة متفق على جواز فعلها والاستحباب لها ورجاء الثواب لمن حسنت نيته فيها؛ وهي كل مُـبْـتَدَع موافق لقواعد الشريعة غير مخالف لشيء منها ولا يلزم من فعله محذور شرعي)
فمتى نأى المحتفل بنفسه عما يخالف منهج الله لم يبدع فعله، بل يثاب عليه.
وأضاف الباحث الشرعي في العلوم الإسلامية: عن نفسي : لا أخص ذكرى مولده، صلى الله عليه وسلم، باحتفال، ولكن لست مع تبديع الاحتفال بالمولد النبوي قصدًا ، وإن كنت معه مقاصديًا.
فحين ينتبذ المحتفلون – بغلوهم في شخص النبي ، والوقوع في كثير من الشركيات – طرفًا قصيًا عن منهج الشرع ، لأهل العلم أن يتخذوا طرفًا مقابلاً ، يصل إلى التحريم . حتى يعرف الوسط – بالطرفين – فيلتزموه. فقصد التطرف الممجوج بيان التوسط المحمود.
اقرأ أيضا: