-

رغم الخلافات التاريخية.. الجزائر تساند المملكة

(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

كتب- أسماء البتاكوشي

أعلنت الرئاسة الجزائرية فتح مجالها الجوي مع المملكة المغربية، لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية؛ لإغاثة ضحايا زلزال المغرب المدمر، الذي ضرب عدة مناطق بالبلاد في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة.

وأعربت الجزائر في بيانها، اليوم السبت، عن استعدادها لتقديم المساعدات الإنسانية، ووضع الإمكانات المادية والبشرية كافة، تضامنا مع الشعب المغربي الشقيق.

وأوضح بيان الرئاسة، أن فتح المجال الجوي للجزائر سيسمح، بنقل المساعدات الإنسانية والجرحى والمصابين من وإلى المناطق المنكوبة.

وضرب زلزال بقوة 6.8 درجة على مقياس ريختر عددًا من مناطق المغرب، في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة، بينما كانت أكثرها تأثرًا الدار البيضاء ومراكش وأكادير والرباط.

وأفادت وزارة الداخلية المغربية في آخر حصيلة أوردتها الوزارة، سقوط 1037 قتيلًا، و1204 إصابات، بينها 721 حالة حرجة.

ومن جانبها أعربت وزارة الخارجية الجزائرية عن "تعازيها للشعب المغربي الشقيق في ضحايا الزلزال المدمر، الذي ضرب البلاد في الساعات الأولى من اليوم السبت".

وقالت وزارة الخارجية الجزائرية، في بيان لها، إن الجزائر "تتابع ببالغ الأسى والحزن تداعيات الزلزال العنيف الذي أصاب عدة مناطق بالمملكة المغربية"، ونتقدم بخالص التعازي وصادق المواساة لأسر الضحايا وللشعب المغربي الشقيق، مع التمنيات بالشفاء العاجل للمصابين".

العلاقات بين الجزائر والمغرب

وعلى الرغم من الخلافات السياسية بين المغرب والجزائر، والتي تسببت في إغلاق الجزائر لمجالها الجوي أمام الرحلات المغربية منذ عام 2021، فإن هذا لم يمنعها من تقديم يد العون لجارتها الشقيقة، في المحنة التي تمر بها.

ويمتد العداء بين الجزائر والمغرب على مدار عقود، لكن التوترات التي طالما شهدتها العلاقات الثنائية، دخلت منعطفًا جديدًا في ديسمبر 2020، عندما أعلن المغرب تطبيع علاقاته مع إسرائيل مقابل اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المملكة على أراضي الصحراء الغربية.

وهذا الموقف، دفع الجزائر إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية عن المغرب بشكل تدريجي.

وتصاعدت حملات الهجوم اللفظي بين البلدين آنذاك، لتصل ذروتها في يوليو 2021، عندما أعلن عمر هلال، سفير المغرب لدى الأمم المتحدة، تأييده لحق سكان منطقة القبائل بالجزائر في تقرير مصيرهم، ردًا على الدعم الجزائري لجبهة البوليساريو.

وآثار هذا الإعلان غضب الحكومة الجزائرية التي سارعت لاستدعاء سفيرها لدى المغرب "للتشاور".

اتهامات الجزائر للمغرب

وفي الوقت ذاته تصدرت الصحف تقارير إعلامية –نفتها المغرب- تشير إلى تورط المملكة في استخدام برنامج بيجاسوس للتجسس الإلكتروني، لاستهداف هواتف شخصيات عامة، ومسؤولين سياسيين، وعسكريين جزائريين.

كما أغلق المجال الجوي الجزائري أمام الطيران المغربي، ورفض الجزائر تجديد عقد خط الغاز المغاربي الأوروبي، الذي يحمل الغاز إلى إسبانيا عبر المغرب.

وزاد الأمر سوءًا عندما اتهمت الجزائر المغرب بدعم جماعتين، تدرجهما الجزائر على قوائم المنظمات الإرهابية، وهما "رشاد الإسلامية"، و"ماك" الانفصالية في منطقة القبائل، كما حمَلت المغرب، دون دليل مادي، مسؤولية الحرائق التي اجتاحت الحياة البرية في الجزائر.

كما نسبت الجزائر في نوفمبر 2021، إلى المغرب، مقتل ثلاثة سائقين جزائريين في الصحراء الغربية، عن طريق قصف شاحناتهم، أثناء قيامها برحلات تجارية بين الجزائر وموريتانيا.

مشكلة الصحراء الغربية

يشار إلى أن الحدود البرية بين المغرب والجزائر أغلقت في عام 1994 بناءً على طلب تقدمت به الجزائر، بعدما اتهمت المغرب أجهزة المخابرات الجزائرية بالتورط في تفجيرات مراكش باستخدام عملاء فرنسيين من أصول شرق أفريقية وفرضت استخراج تأشيرة دخول على المواطنين الجزائريين وطردت أولئك الذين لا يحملون رخصة إقامة.

وكانت مشكلة الصحراء الغربية على مدار تاريخ المغرب والجزائر المشترك، السبب الرئيسي في العداء بين البلدين.

المغرب يعتبر المستعمرة الإسبانية السابقة جزءًا لا يتجزأ من أراضيه، ويعتبر هيمنته عليها مسألة كرامة وطنية تعتمد عليها سياساته الخارجية، أما الجزائر تدعم جبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال الإقليم.