هل تشعر الحيوانات بالزلازل قبل وقوعها؟.. لن

كتبت- شيماء مرسي

تعرض المغرب لزلزال مدمر تسبب في وقوع آلاف القتلى والجرحى، وتشير أحدث بيانات لوزارة الداخلية المغربية إلى أن عدد الوفيات بلغ 2012، مع تسجيل 2059 مصابا بينهم 1404 في حالة حرجة.

ويرى كثيرون أن الحيوانات قد تشعر بالزلزال قبل البشر، ولكن هل تعلم ما سبب حدوث ذلك، هذا ما تكشفه صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

هناك أبحاث علمية تدعم ذلك، ويقول العلماء إنه بنفس الطريقة التي يمكن بها لآلات رصد الزلازل التقاط الهزات التي لا يمكن لجسم الإنسان اكتشافها، فإن الحيوانات مجهزة بشكل أفضل لاستشعار الهزات الأرضية الصغيرة التي تنتقل عبر الأرض قبل ثوانٍ من حدوث موجات زلزالية أقوى.

ويقول بعض الباحثين إنهم ربما يكونون قادرين على الشعور بها قبل الهزات الأرضية.

وفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، فإن سلوك الحيوانات غير الطبيعي في الثواني التي تسبق وقوع الزلزال يمكن تفسيره بالاختلاف بين شكلين من الموجات الزلزالية.

وهما الموجات الأولية، أو P، وهي أول الموجات التي تنبعث من الزلزال، وتنتقل بسرعة عدة أميال في الثانية من مركزه.

وأوضحت الهيئة إن هذه الأمور أكثر وضوحًا بالنسبة للحيوانات، وتتبع موجات P موجات ثانوية أقوى، أو موجات S، والتي تهز الأرض في حركة متدحرجة.

وتنص إرشادات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية على أن عدد قليل جدًا من البشر يلاحظون الموجة P الأصغر التي تنتقل بشكل أسرع من مصدر الزلزال وتصل قبل الموجة S الأكبر.

ولكن العديد من الحيوانات ذات الحواس الأكثر حدة قادرة على الشعور بالموجة P قبل ثوانٍ من وصول الموجة S.

لماذا يصعب التنبؤ بحدوث زلزال؟

تستخدم أنظمة الإنذار المبكر الهزات الأولية، التي يتم اكتشافها وتحليلها بواسطة آلات رصد الزلازل، للتنبؤ وعادة مع أقل من دقيقة تحذير.

وفي حين أن البشر منذ آلاف السنين لاحظوا أن الحيوانات تكتشف الزلازل قبل دقائق أو ساعات من وقوعها، إلا أن العلم كان أكثر غموضا.

ويقول أحد الباحثين إن الحيوانات قد تكون قادرة على الشعور بالزلازل حتى قبل حدوث الهزات الأرضية.

وقال مارتن ويكلسكي، مدير معهد ماكس بلانك لسلوك الحيوان الذي قاد دراسة حول هذا الموضوع: "لدينا مؤشر جيد للغاية على أن الحيوانات تشعر بالفعل ببوادر الزلازل".

وفي دراسته التي نُشرت عام 2020 ، ربط الباحثون علامات إلكترونية بالأبقار والكلاب والأغنام في مزرعة إيطالية لمراقبة تحركاتهم على مدار عدة أشهر عند اكتشاف الزلازل في مكان قريب.

ووجدوا أن الحيوانات كانت فائقة النشاط بشكل غير عادي، أي أنها تتحرك بشكل مستمر لأكثر من 45 دقيقة، قبل اكتشاف سبعة من الزلازل الثمانية الكبرى في مكان قريب.

ويشير البحث، الذي أُجري باستخدام أجهزة وصفها ويكلسكي بأنها "هواتف محمولة صغيرة للحيوانات"، إلى أنهم قادرين على اكتشاف الزلازل قبل البشر بأكثر من 12 ساعة قبل أي هزات أرضية.

وأضاف أن أسباب رد فعل الحيوانات غير المعتاد ليست واضحة بعد، وهناك دلائل تشير إلى أنهم يمكن أن يخبرونا بشيء ما.

ويعتقد أن قدرتهم على استشعار الخطر قد تكون مرتبطة بقدرتهم على التواصل مع بعضهم البعض.

وتابع: "كانت الحيوانات قادرة على اكتشاف الزلازل مقدمًا على مسافة تصل إلى 12 ميلًا من مركز الزلزال، وهو ينوي إجراء المزيد من الأبحاث، ربما حول ما إذا كانت حيوانات المزرعة تتفاعل مع مستويات الحديد المنبعثة في الهواء عن طريق الضغط تحت الأرض".

ومع ذلك، فإن مراجعة عام 2018 لـ 700 ادعاء مسجل بشأن سلوك حيواني غير طبيعي قبل الزلازل دعت إلى مزيد من الأدلة قبل استخلاص النتائج.

وركز الباحثون على مسألة ما إذا كان لدى الحيوانات القدرة على اكتشاف الزلازل قبل الآلات الزلزالية.

واقترح العلماء الذين قاموا بمراجعة عام 2018 أن العديد من الأمثلة التاريخية لحيوانات تتصرف بشكل غريب يمكن تفسيرها من خلال الهزات الزلزالية قبل ثوانٍ من موجات الزلزال الأكبر .

وأشاروا أيضًا إلى أن الكثير من الأدلة الموجودة كانت قصصية للغاية وذات أثر رجعي بحيث لا يمكن الاعتماد عليها.

ومع ذلك، في عام 2016، قبل 15 دقيقة من وقوع الزلزال في أوكلاهوما الأمريكية حلقت الطيور بأعداد كبيرة بحيث يمكن ملاحظة الآلاف منها وهي تحلق في الجو.