-

صناعة الفوانيس الخشبية في المنيا

(اخر تعديل 2025-02-07 10:16:23 )
بواسطة

الفنان العم عماد: إبداع الفوانيس الخشبية في المنيا

في قلب مدينة المنيا، يجلس العم عماد، النجار القبطي البالغ من العمر 64 عاماً، داخل ورشته الصغيرة التي تعكس عبق التراث المصري. بأصابعه الذهبية وأفكاره المبدعة، نجح في تحويل قطع الخشب إلى فوانيس تحمل في طياتها ذكريات وعادات عريقة.
صلاح الدين الأيوبي الحلقة 31

حكاية فن الفوانيس الخشبية

منذ أن كان صغيراً، تعلم العم عماد الحرفة من والده الذي كان يعمل كنجار موبيليا في ستينات القرن الماضي. ومع مرور الوقت، أدرك العم عماد أهمية الحفاظ على التراث، فبدأ بتطوير مهاراته للدخول في عالم الفوانيس الخشبية والمجسمات التي تمزج بين الطابع الإسلامي والمسيحي، حيث يبدع في تصميم فوانيس مزينة بالهلال والصلبان، مما يعكس روح التسامح والمحبة بين الأديان.

الفانوس الخشبي: روح مصرية أصيلة

يعتبر العم عماد أن عمله في صناعة الفوانيس الخشبية ليس مجرد مهنة، بل هو هواية يحبها بعمق. لقد أصبح لديه القدرة على تطوير أشكال وأساليب فوانيسه، حيث يجمع بين العمل اليدوي والتكنولوجيا الحديثة باستخدام ماكينات تقطيع الليزر. يحرص على أن تكون كل قطعة فريدة وتعبر عن ذوق زبائنه.

شغف العم عماد بشهر رمضان

يقول العم عماد: "الفانوس الخشبي يحمل روح مصر وطقوسنا الشعبية التي تربينا عليها. أما الفوانيس الصينية، فربما تكون جميلة، لكنها تفتقر إلى الروح". وفي كل عام، ينتظر العم عماد شهر رمضان بفارغ الصبر، حيث يجد فيه فرصة لإعادة إحياء تقاليد جميلة، ويعتبره "فاتحة خير" له، حيث يتلقى الطلبات من زبائنه الذين يزدادون كل عام.

تلبية احتياجات الزبائن

يحرص العم عماد على تلبية احتياجات جميع المشترين، حيث يُنتج فوانيس بأحجام وأشكال متنوعة. فمن الفوانيس الصغيرة إلى الكبيرة، ومن التصاميم البسيطة إلى تلك المعقدة، كل ذلك بهدف جذب الزبائن وتلبية رغباتهم المختلفة. إنه مثال حي على كيف يمكن للحرف التقليدية أن تتجدد وتظل حية في قلوب الناس.

في النهاية، تبقى قصة العم عماد والفوانيس الخشبية رمزاً للتراث المصري، وتثبت أن الإبداع لا يعرف حدوداً، وأن الحرف اليدوية تظل حية في ظل التقدم التكنولوجي، لتتجاوز الزمن وتظل مرتبطة بالذاكرة الشعبية.