الشعب المصري ودعمه للقضية الفلسطينية
لعب الموقف الشعبي المصري دورًا بارزًا في دعم القضية الفلسطينية عبر التاريخ، وخصوصًا خلال الحرب على غزة التي استمرت على مدار عامين كاملين. خلال هذه الفترة، شهدت الشوارع المصرية حشدًا شعبيًا يعكس التزام الشعب المصري بقضية فلسطين، حيث كانت المواقف الشعبية واضحة وجلية.
بينما كانت التحركات الرسمية تُدار في أروقة الدبلوماسية، قام الشارع المصري بكتابة فصول جديدة من تاريخ تضامنه مع غزة، حيث لم يكن التحرك الرسمي الصورة الوحيدة، بل تطورت ردود الفعل الشعبية إلى حراك منظم يُظهر عمق الارتباط العربي والإنساني بالقضية الفلسطينية.
لقد أثبتت المواقف الشعبية المصرية أن قضية فلسطين لا تزال تمثل القضية المركزية في وجدان المصريين والعرب، متجاوزة جميع الحدود السياسية. كما أظهرت أن الفعل الشعبي، سواء كان عفويًا أو منظمًا، يمكن أن يُحدث ضغطًا أخلاقيًا وسياسيًا ويكون صوتًا للضمير الإنساني. وقد تطورت أدوات التعبير من مواقف فردية إلى حملات منظمة ومقاطعة اقتصادية فعالة.
الصدمة والغضب العفوي: أكتوبر 2023
مع بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023، عمت حالة من الصدمة والغضب الشارع المصري، إذ خرجت المظاهرات في مختلف المدن المصرية من شمال البلاد إلى جنوبها، حيث أشرف على تنظيمها نقابات وجمعيات وطلاب جامعات.
ظهرت هذه الدعوات بعد تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التي أكد فيها على حق جميع المصريين في النزول إلى الشوارع لرفض تهجير الفلسطينيين، خاصة من غزة إلى مصر. كما شهدت العديد من المحافظات مظاهرات حاشدة بعد صلاة الجمعة من كل أسبوع تعبيرًا عن التضامن مع غزة.
ليلى مدبلج الحلقة 201
بائع البرتقال
انتشر مقطع "بائع البرتقال" كالنار في الهشيم، حيث ألقى البائع ثمار البرتقال على شاحنة محملة بالمساعدات لأهالي غزة. هذا التصرف البسيط لاقى إشادات واسعة من سكان غزة ومصر، مؤكدًا على بساطة المبادرة وعمق التضامن مع الشعب الفلسطيني.
حملات المقاطعة للشركات المؤيدة للكيان
تحولت الدعوات لمقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية إلى واقع ملموس، حيث شهدت الأسواق المصرية انخفاضًا ملحوظًا في مبيعات العلامات التجارية المستهدفة. وقد أطلق ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي قوائم بالمنتجات المشمولة ضمن دعوات المقاطعة.
احتجاجات في صلاة العيد 2023
بعد أداء صلاة عيد الفطر المبارك 2023، تعالت أصوات المواطنين في مختلف ميادين مصر للتعبير عن دعمهم للقضية الفلسطينية، مؤكدين على موقفهم الرافض للتهجير وجرائم الاحتلال.
دعوات للاعتصام أمام معبر رفح
مع تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، انطلقت دعوات للخروج في اعتصامات أمام معبر رفح للمطالبة بدخول المساعدات إلى القطاع. وقد دعا التحالف الوطني للعمل الأهلي إلى الاعتصام حتى دخول المساعدات.
تكاتف النقابات والجمعيات الأهلية
مع استمرار الحرب، تحول الغضب العفوي إلى حراك منظم، حيث برز دور النقابات المهنية والجمعيات الخيرية في تنظيم حملات التبرع بالدم والمساعدات الطبية والإغاثية.
فنانون وإعلاميون في الميدان
استخدم الفنانون والإعلاميون منصاتهم للتعبير عن مواقفهم من خلال البرامج الحوارية والأعمال الفنية، مما ساهم في رفع الوعي العام الرافض للعدوان.
الاستمرارية واليقظة
بعد عامين، ورغم تغييرات الأحداث الدولية، يظل الموقف الشعبي المصري قويًا، حيث استمرت حركة مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية كأداة ضغط شعبية. كما ظل الرأي العام المصري يقظًا تجاه أي تحركات سياسية تمس حقوق الشعب الفلسطيني.