-

الحكومة والمعارضة في كينيا تتفقان على الانخراط

(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة


نيروبي - (أ ف ب)

أعلنت الحكومة والمعارضة في كينيا السبت التوصل إلى اتفاق بشأن تشكيل لجنة مشتركة من أجل "تسوية خلافاتنا وديا"، وذلك عقب أسابيع من الاحتجاجات التي تخللتها أعمال عنف دامية.

منذ أن حضّ زعيم المعارضة رايلا أودينغا الكينيين على النزول إلى الشارع في آذار/مارس، واجهت حكومة الرئيس وليام روتو تسعة أيام من التظاهرات احتجاجا على غلاء المعيشة، تخللتها أعمال عنف.

قُتل 20 شخصا في أعمال العنف، وفق أرقام رسمية، ما استدعى صدور دعوات للطرفين لإيجاد حل سياسي للأزمة في واحدة من أكثر الدول الديمقراطية استقرارا في شرق إفريقيا.

واستبعد أودينغا الذي يقول إن الانتخابات الرئاسية العام الماضي "سُرقت" منه وإن الحكومة غير شرعية، إجراء محادثات من دون وساطة طرف ثالث.

لكن ائتلافه المعارض "أزيميو" قال في بيان إنه من خلال "تسهيلات" من الرئيس النيجيري الأسبق أولوسيغون أوباسانجو، تم الاتفاق مع الحكومة على تشكيل لجنة من عشرة أعضاء، بتمثيل متساو، لمناقشة الأزمة وحلحلة الخلافات.

وجاء في بيان لائتلاف المعارضة "تصميما منا على حلّ خلافاتنا بشكل ودي لمصلحة جميع مواطنينا، اتفقنا مع كينيا كوانزا على تشكيل لجنة"، في إشارة إلى ائتلاف الحزب الحاكم.

وجاء في بيان مشترك للجانبين أن اللجنة ستتألف من أربعة نواب وأربعة أعضاء من خارج البرلمان، وقادة الغالبية والأقلية في الجمعية الوطنية.

ستبحث اللجنة في مسائل عدة من بينها تعديلات للجنة الانتخابية وتخصيص منصب لأودينغا الذي خسر خمسة انتخابات ويقول إن استحقاقات عدة تخللها تزوير.

واتفق الجانبان على أن البتّ في مصير قانون مالي أصدر في يونيو وطعنت به المعارضة أمام القضاء "يجب أن يتقرر في المحكمة".

ويرفع القانون الضرائب وقد اعترض عليه أودينغا خلال الاحتجاجات.

إدانة العنف
ألغى أودينغا تظاهرات في أبريل ومايو بعدما وافق روتو على الانخراط في حوار عبر لجنة مشتركة مماثلة، لكن تلك المحادثات انهارت وعادت المعارضة إلى التظاهر في الشوارع.

التظاهرات تخلّلتها أعمال نهب وصدامات دامية مع الشرطة، وقد دانت منظمات حقوقية استخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي لتفريق محتجين عمدوا لإلقاء الحجارة.

ويقول ائتلاف "أزيميو" إن 50 شخصا قتلوا في مسيرات، وقد كرّم هذا الأسبوع ضحايا "وحشية الشرطة الغير مسبوقة".

وكان روتو قد دعا مرارا إلى وقف الاحتجاجات وتوعّد قمع "الفوضى" بكل أشكالها.

في بيانهما، أعرب الطرفان عن "إدانتهما المشتركة وأسفهما للعنف الذي شهده بلدنا وأدى إلى خسارة أرواح وإصابات خطيرة وتدمير ممتلكات".

يتّهم معارضون روتو بالتراجع عن وعود أطلقها خلال حملته الانتخابية العام الماضي حينما تعهّد تحسين أوضاع الكينيين الفقراء.

وفرض رجل الأعمال الذي انتقل من الفقر إلى الغنى ضرائب جديدة هذا العام، ما فاقم البؤس الاقتصادي الذي يعانيه عامة الكينيين.

مع استمرار التظاهرات، تراجع زخمها وقد تجاهل كينيون كثر دعوة أطلقت الأسبوع الماضي للتظاهر لثلاثة أيام متتالية.

وكانت المعارضة قد نظمت تظاهرات إثر خسارة أودينغا الانتخابات في العام 2017 استمرت إلى أن توصّل لاتفاق مفاجئ مع خصمه الرئيس السابق أوهورو كينياتا بات يعرف باسم "المصافحة".