قصة الشجرة المبروكة.. نساء يتدحرجن على الرمال
المنيا- جمال محمد:
تعتبر البنهسا وكما تلقب بـ"البقيع الثاني" الواقعة في مركز بني مزار بالمنيا من المناطق ذات الطابع الخاص في عروس الصعيد، فما بين أضرحة التابعين والصالحين، تجد طقوسًا غريبة لبعض الناس خاصة للسيدات اللاتي يتوافدن على مقام "السبع بنات" و"شجرة مريم المبروكة" للتبرك والدعاء، تارة والدحرجة على رمال الصحراء تارًة أخرى.
مقام السبع بنات والدحرجة على الرمال
وتُعد منطقة السبع بنات من أشهر المناطق في البهنسا، والموجود فيها أضرحة متجاورة يقال إنها تضم رفات 7 سيدات شهيدات، ممن اشتركن في الفتوحات الإسلامية بالبهنسا قديمًا، فليس من المعروف اسم تلك السيدات أو صفتهن بالتحديد ولا كيف جاءوا أو ماتوا أو دفنوا، ولا تجد سوى ا لوحة صغيرة تتبع هيئة الآثار الإسلامية مكتوب عليها "قبة السبع بنات.. المشهور عنهم أنهم اشتركوا في حروب فتح البهنسا".
تحولت منطقة السبع بنات مع مرور الوقت وحتى يومنا هذا إلى منطقة لتوافد عشرات السيدات خاصة في يوم الجمعة للزيارة والتدحرج على الرمال الكائنة بمحيط الأضرحة، وذلك بقصد الإنجاب، أو الشفاء من الأمراض، وبحسب اعتقادهن أن تلك المنطقة التي سالت فيها دماء السيدات السبع المحاربات بها شفاء.
الأمر لا يقتصر على السيدات فقط، بل يلجأ كذلك بعض الرجال والشباب للتدحرج للشفاء من أمراض أخرى- بحسب معتقد كل منهم.
شجرة مريم المباركة
تضم منطقة البهنسا كذلك شجرة السيدة مريم والتى تقع بالقرب من مسجد سيدي "علي الجمام" والتي يذكر البعض أن السيدة مريم والسيد المسيح عليهما السلام استظلوا تحتها خلال رحلتهما المقدسة لمصر.
وتشهد الشجرة التي يظهر عليها عوامل الزمان لضخامتها وشكلها الغريب، توافد السيدات للتبرك بلمسها والجلوس أسفلها بعض الوقت والدعاء بالإنجاب.
يُذكر أن قرية البهنسا تقع غرب مركز بني مزار بمسافة 16 كيلو متر تقريبًا، وتذكر كتب التاريخ أنها كانت مدينة حصينة وعند فتح مصر كانت عالية الأسوار، وتحتوى على العديد من القصور والكنائس لكنها تلاشت مع الوقت ولم يتبقى منها إلا الأطلال، أما عن اسمها بتذكر بعض الكتب أنه حكم القرية حاكم روماني جبار يسمى البطليموس وكانت له فتاةً ذات شديدة الجمال ومن شدة جمالها أطلق عليها بهاء النسا، ومع مرور الوقت سميت القرية "البهنسا ".
وذكر القرية الواقدي في كتابه "فتوح البهنسا" أنه حضر أرض البهنسا عشرة آلاف عين رأت النبى صلى الله عليه وسلم، وسبعون بدريًا ممن حضروا غزوة بدر، و1400من حملة الرايات والأعلام ودفن بأرضها نحو 5 آلاف من الصحابة والتابعين.
كما ذكرها كذلك "علي باشا مبارك" في كتاب "الخطط التوفيقية" بأنها مدينة كبيرة مسطحها 1000 فدان وكانت إقليمها يضم 120 قرية غير الكفور، وكانت وقت فتحها المسلمون عالية الجدران حصينة البنيان ومنيعة الأركان ولها أبواب أربعة ولكل باب ثلاث أبراج، ولكن تم فتحها على يد الجيش الذى أرسلة عمرو بن العاص عام 22 هجريًا.