-

الصراط المستقيم وسبل النجاة

(اخر تعديل 2024-12-01 14:34:24 )
بواسطة

الصراط المستقيم وسبل النجاة

كتب - محمد قادوس:

أوضح الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، في حديثه عن معاني الآية الكريمة "وإن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله"، أن هذه الآية تشير بوضوح إلى الطريق الوحيد الذي يقود إلى النجاة، وهو الصراط المستقيم. ومن هنا يتبادر إلى الذهن سؤال مهم: كيف يمكننا اتباع صراط الله والنجاة من الفتن المحيطة بنا؟
ست شباب الحلقة 13

الصراط المستقيم في حياة النبي

وأضاف جبر، خلال برنامجه "اعرف نبيك" المذاع على قناة "الناس"، أن صراط الله يتجسد في شخص النبي محمد صلى الله عليه وسلم. فعندما ندعو في صلاتنا بعبارة "اهدنا الصراط المستقيم"، فإننا نطلب الهداية إلى نهج النبي الكريم الذي يمثل الصراط المستقيم بامتياز.

وكمثال على ذلك، نجد في كتاب "دلائل الخيرات" أن من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم هو "الصراط المستقيم". لذا، كيف يمكننا التعرف على هذا الصراط المستقيم؟ الجواب يكمن ببساطة في النظر إلى سيرة النبي في عبادته وسلوكه وأخلاقه. فهو المثال الحي للصراط المستقيم، وأقرب الطرق إلى الله هو السير على خطى النبي.

دعوة للابتعاد عن السبل الضالة

وأشار جبر إلى أن قوله تعالى "ولا تتبعوا السبل" يعد دعوة واضحة للابتعاد عن الطرق المتنوعة التي قد تضل الإنسان. وهناك العديد من الدعوات اليوم التي تروج لأفكار مثل "ممارسة اليوغا" أو "جلسات التأمل" كوسائل للاسترخاء والطاقة. لكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يمارس مثل هذه الأمور، بل كان يستمد طاقته وقوته من الله سبحانه وتعالى.

فكل شيء في هذا الكون فقير، وكل ما فيه يعتمد على مدد الله تعالى. لذا، إذا أردت أن تكون قويًا، عليك أن تتبع النبي صلى الله عليه وسلم، وستجلب لك هذه المتابعة كل القوة والطاقة التي تحتاجها، فكما نعلم، "لا حول ولا قوة إلا بالله".

التصدي للفتن المحيطة

أما فيما يتعلق بالفتن التي تحيط بنا، فأكد جبر على أهمية وجود صحبة صالحة. يجب أن يكون لدينا شيخ يهديك إلى الله، وأن نتبع طريق العلماء، مع التقليل من الاطلاع على أحوال أولئك الذين انغمسوا في الدنيا. من الضروري أن نخصص وقتًا لمجالس الذكر والطاعة، وأن نلتزم بتناول الحلال، لأن الطعام الحلال ينقي القلب ويجعل الطريق أكثر وضوحًا.

إذا كانت أغذيتك مشبوهة، فستظهر الشبهات في طريقك. أيضًا، التعلق بحب النبي وآل بيته والصالحين، والصلاة والسلام عليهم، يعزز ثباتنا على الصراط المستقيم، ويساعدنا في الابتعاد عن الفتن. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الدعاء وسيلة فعالة؛ فدعاؤنا "اللهم ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن" يعد من أهم ما يمكن أن يحفظنا من الفتن.