فضائل اسم الله الحليم

فضائل ومعاني اسم الله الحليم

في خطبة مميزة ألقاها إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي، تم تسليط الضوء على أحد الأسماء الحسنى لله تعالى، وهو "الحليم". حيث أكد فضيلته أن الحلم هو صفة من صفات الله التي تعبر عن كماله، كما جاء في قوله تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ﴾. الحليم هو الذي يتحلى بالصبر والعلم والحكمة، وهو الذي لا يتعجل بالعقوبة رغم قدرته على ذلك.

الحلم كصفة من صفات الله

أوضح الدكتور غزاوي أن الله تعالى يتحلى بصفة الحلم، فهو الصبور الذي يصفح ويُمهل، لا يتأثر بجحود الكافرين أو معاصي العصاة. بل إنه يراقب أفعالهم ويمنحهم الفرصة للتوبة والإنابة، ليكون بذلك قد أقام الحجة عليهم. فلو عاجل الله العصاة بالعقوبة لما بقي على الأرض أحد، كما جاء في قوله: ﴿وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ﴾.

أسلوب الله في التعامل مع عباده

بين الخطيب أن الله لا يغيب عنه شيء من أعمالنا، فهو مطلع على كل صغيرة وكبيرة، وهو عالم بأحوالنا في كل وقت. قوله تعالى: ﴿وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا﴾ يذكرنا بأن الله دائمًا معنا، حتى في لحظات ارتكابنا للسيئات.

الحلم وعطاء الله للخلق

وأكد الشيخ غزاوي أن الله سبحانه وتعالى هو الجواد الأكرم، الذي ينزل الخير على عباده رغم معاصيهم. فالعاصي قد يتجرأ على الله، ولكنه في نفس الوقت تحت نظره ورعايته. فالله يحفظ عباده وكأنهم لم يجترئوا على معصيته، وهذا يعكس رحمة الله وكرمه.

دعوة للتوبة والإيمان

وفي ختام خطبته، ذكر غزاوي كيف أن بعض الناس يستعجلون العقوبة ويطالبون بها، بينما كان الأولى بهم أن يسألوا الله الهداية. إن الحليم سبحانه هو الذي تسبح له السماوات والأرض، وهو يستحق منا المحبة والتقدير.

الحلم كخُلق إنساني

أخيرًا، دعا فضيلته المسلمين إلى الاقتداء بخالقهم، والتحلي بصفة الحلم في تعاملاتهم مع الآخرين. كما قال القُرطبي: "من الواجب على من عَرَفَ أن ربَّهُ حليمٌ على من عصاه، أن يحلُم على من خالف أمره". فالحلم يتطلب منا التسامح والصفح، ويجب أن نحرص على أن نكون حليمين مع من حولنا كما يحب الله أن يكون معنا.