-

زيارة مفتي الجمهورية إلى ماليزيا

(اخر تعديل 2025-10-23 02:16:30 )
بواسطة

مفتي الجمهورية يشارك في رؤية هلال جمادى الآخرة في ماليزيا

في إطار جهود تعزيز التعاون الديني والعلمي، شارك الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، في مراسم رؤية هلال شهر جمادى الآخرة بولاية لابوان الفيدرالية الماليزية. وقد شهدت هذه الفعاليات حضور المفتي الفيدرالي لدولة ماليزيا، الشيخ أحمد فواز بن علي فاضل، بالإضافة إلى عدد من أعضاء لجنة الفلك ورؤية الأهلة، وكوكبة من الشخصيات الدينية والعلمية البارزة في الولاية. تأتي هذه الزيارة الرسمية التي تستغرق عدة أيام كجزء من تعزيز العلاقات بين البلدين.
شراب التوت الحلقة 103

محاضرة حول علم الفلك وأهميته في الحضارة الإسلامية

في سياق زيارته، ألقى مفتي الجمهورية محاضرة علمية في جامعة صباح الماليزية، فرع لابوان، تناول فيها موضوع "علم الفلك ودوره في الحضارة الإسلامية". حيث أكد أن علم الفلك يُعد من العلوم المهمة التي تشغل مكانة بارزة في مختلف الحضارات والثقافات، إلا أنه يحظى بمكانة خاصة في الحضارة الإسلامية، نظراً لارتباطه الوثيق بالعبادات والمواقيت الشرعية التي أمر الله بها عباده.

النصوص الشرعية ودعم أهمية علم الفلك

أوضح المفتي أن النصوص الشرعية تدعم هذا الارتباط، مستشهداً بآيات من القرآن الكريم مثل قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ}، وأيضاً قوله: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ}. كما ذكر حديث النبي ﷺ: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فإنْ غُبِّيَ علَيْكُم فأكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ». وهذا يُظهر أن علم الفلك ليس مجرد علم ثانوي، بل هو علم أساسي له تأثير مباشر على أداء العبادات.

تحذير من الاستخدام الخاطئ لعلم الفلك

وأشار المفتي إلى أن بعض الأشخاص أساءوا استخدام علم الفلك، ظناً منهم أنه وسيلة للتنبؤ بالغيب، وهو فهم خاطئ يتعارض مع النصوص الشرعية التي توضح أن الغيب لا يعلمه إلا الله. كما ذكر قول النبي ﷺ: «كذب المنجمون ولو صدقوا»، مما يبرز أهمية التمسك بالفهم الصحيح لهذا العلم.

دور دار الإفتاء المصرية في علم الفلك

أوضح المفتي أن دار الإفتاء المصرية تعطي اهتماماً خاصاً لعلوم الفلك والحساب الفلكي، حيث تتبنى منهجاً علمياً دقيقاً يجمع بين الجانب الشرعي والعملي. وتستند الدار في استطلاع الأهلة ومعرفة بدايات الشهور الهجرية إلى منهج منظم يعتمد على الرؤية البصرية المدعومة بالحساب الفلكي، وليس على الحساب وحده، مما يعكس حرصها على وضع الأحكام الشرعية بدقة.

استطلاع الأهلة وتحديد الشهور الهجرية

تقوم دار الإفتاء المصرية باستطلاع الأهلة لجميع الشهور الهجرية، وليس فقط لشهور العبادات، وذلك لضمان دقة تحديد أوائل الشهور. كما يوجد لدى الدار لجاناً منتشرة في مختلف أنحاء الجمهورية تضم مجموعة من علماء الشريعة والفلك، مما يعكس المنهج المتوازن الذي تتبعه المؤسسات الإفتائية.

ختام المحاضرة وتبادل المعرفة

في ختام المحاضرة، أجاب فضيلة المفتي عن العديد من الأسئلة المتعلقة بموضوع الأهلة، وتبادل النقاش مع الحضور حول سبل تعزيز التعاون العلمي في مجال الفلك بين المؤسسات الدينية والبحثية في العالم الإسلامي.

تعزيز التعاون العلمي بين مصر وماليزيا

تأتي زيارة مفتي الجمهورية إلى دولة ماليزيا في إطار تعزيز التعاون العلمي والديني بين دار الإفتاء المصرية والمراكز البحثية والدينية الماليزية. حيث تلبيةً لدعوة كريمة من المفتي الفيدرالي لدولة ماليزيا، الشيخ أحمد فواز بن علي فاضل، ستستمر الزيارة عدة أيام يلتقي خلالها بمسؤولين، منهم دولة رئيس الوزراء الماليزي، وعدد من العلماء والقيادات الدينية.