الاكتئاب والحزن: الفروق المحورية

الاكتئاب والحزن: الفروق المحورية
يعتقد الكثيرون أن الاكتئاب هو مجرد حالة من الحزن أو سوء المزاج، لكن الحقيقة أكثر تعقيدًا. فقد حذر الخبراء من وجود فروق دقيقة يمكن أن تكون بمثابة جرس إنذار لمرض نفسي يستدعي التدخل الفوري.
الأبعاد النفسية للاكتئاب
يوضح أندرو كيد، كبير المعالجين النفسيين المعتمدين من الجمعية البريطانية للاستشارات والعلاج النفسي، أنه "الاكتئاب ليس مجرد حزن أو كسل، بل هو حالة معقدة تتداخل فيها عوامل بيولوجية ونفسية واجتماعية". وقد تظهر أعراض الاكتئاب في شكل مشكلات جسدية مثل الصداع وآلام المعدة أو العضلات، أو حتى بطء الحركة والكلام.
ليلى الحلقة 41
مقارنة بين الحزن والاكتئاب
يفرق كيد بين الحزن وسوء الحالة المزاجية من جهة، والاكتئاب من جهة أخرى. حيث أن الحزن غالبًا ما يكون استجابة لموقف معين ويزول مع مرور الوقت أو بممارسة نشاط ممتع. بينما الاكتئاب هو حالة أعمق وأكثر استمرارية، قد تستمر لأسابيع أو حتى أشهر دون سبب واضح، مما يؤثر على النوم والطاقة والقدرة على الاستمتاع بالحياة.
علامات تدل على الاكتئاب
هناك بعض العلامات التي قد تشير إلى أن الشخص يتجه نحو الاكتئاب الفعلي، ومن بينها:
1- الحزن المستمر
في حين أن الحزن يأتي ويذهب، يمكن أن يكون الاكتئاب مستمرًا، مما يؤدي إلى شعور دائم باليأس. بينما يمكن أن يكون انخفاض الحالة المزاجية مؤقتًا.
2- الفوضى في الحياة اليومية
لا يؤثر الاكتئاب فقط على الحالة النفسية، بل يستنزف الطاقة في جميع جوانب الحياة، مما يجعل الأفراد غير قادرين على الاعتناء بأنفسهم أو بمنازلهم.
3- التردد وصعوبة التركيز
بينما يمكن أن يواجه الشخص صعوبة في التركيز أحيانًا، فإن الاكتئاب يضعف الوظائف الإدراكية بشكل ملحوظ، مما يجعل حتى الأشياء التي كانت ممتعة سابقًا تبدو بلا معنى.
4- وضعية الجسم السيئة
يؤثر الاكتئاب على النوم والشهية، مما يؤدي إلى تغييرات جسدية قد تشمل وضعية الجسم وآلام الظهر.
5- النقد الذاتي المفرط
الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب يميلون إلى أن يكونوا قاسيين على أنفسهم، ويشعرون بأنهم عبء على الآخرين، بينما الأشخاص الحزينون لا يفكرون بنفس العمق في مشاعرهم.
6- فقدان الأمل
بينما يمكن أن يتعرض الشخص لتحديات في العمل أو الدراسة، فإنه لا يفقد الأمل. لكن الاكتئاب يجعل من الصعب تصور المستقبل أو وضع الأهداف.
فهم هذه الفروق يمكن أن يكون مفتاحًا لمساعدة الأفراد على التعرف على حالتهم النفسية وطلب المساعدة المناسبة في الوقت المناسب.