تحسين المدفوعات العابرة للحدود في إفريقيا

تحديات المدفوعات العابرة للحدود في إفريقيا
كتبت- منال المصري:
في إطار الحديث عن القضايا الاقتصادية الراهنة، أشار مايك أوجبالو الثالث، الرئيس التنفيذي لنظام الدفع والتسوية الإفريقي (PAPSS)، إلى التحديات الكبيرة التي تواجه المدفوعات العابرة للحدود داخل القارة الإفريقية. حيث أكد أن هناك العديد من العقبات البارزة، مثل تجزئة أنظمة الدفع الإقليمية، وارتفاع تكلفة الحوالات، بالإضافة إلى الاعتماد المتزايد للدول على العملات الأجنبية.
أهمية التجارة في ازدهار إفريقيا
وأضاف أوجبالو خلال كلمته في المعرض الأفريقي للتجارة البينية 2025، المنعقد في الجزائر، أنه عندما يقوم الأفراد بإجراء المدفوعات عبر الحدود، فإنهم غالبًا ما يدفعون مقابل احتياجات أساسية مثل الطعام والسكن. وأكد على ضرورة أن تأتي ازدهارات إفريقيا من خلال تعزيز التجارة، مما يتطلب العمل على حل المشكلات المتعلقة بأنظمة الدفع المجزأة والمكلفة.
الوضع الحالي للمدفوعات في إفريقيا
استعرض أوجبالو الوضع الراهن، حيث أوضح أن هناك 8 جماعات اقتصادية إقليمية تعمل في إفريقيا، إلا أن 4 منها فقط تمتلك أنظمة دفع إقليمية تعمل بمعزل عن بعضها دون أي تنسيق. كما أشار إلى أن تكلفة التحويلات الداخلية في إفريقيا تصل إلى 20% أكثر عند إرسال مبلغ 200 دولار مقارنة بأي منطقة أخرى.
وأبرز أن أكثر من 80% من المعاملات التي تتم من إفريقيا إلى الولايات المتحدة تعود في النهاية إلى المستفيدين داخل القارة، مما يدل على اعتماد إفريقيا على التسويات الخارجية.
الحلول المقترحة من قبل PAPSS
تحدث أوجبالو عن الحلول الرئيسية التي أطلقتها PAPSS لمواجهة هذه التحديات، والتي تتمثل فيما يلي:
نظام الدفع الأولي
يتيح هذا النظام إجراء المدفوعات من أي حساب في إفريقيا إلى أي حساب آخر أو شبكة، باستخدام العملات المحلية، مع دعم كامل من البنوك المركزية. كما يقلل من التأخيرات القضائية والعملية التقليدية التي ترافق تحويل الأموال عبر الحدود.
سوق العملات الإفريقية
يوفر هذا السوق إمكانية الوصول إلى مئات المليارات من الدولارات المحبوسة في الأسواق الإفريقية، حيث يُقدّر أن ما بين 20 إلى 50 مليار دولار لا تزال مرتبطة بالأسواق. وقد ساهم النظام بالفعل في تحسين السيولة لشركات الطيران والتأمين وغيرها، مما يسمح باستخدام الأموال عبر الحدود بكفاءة وأمان.
نظام التسوية الإفريقي
يوفر هذا النظام إطار عمل تحت السيطرة الإفريقية، يمكّن من إجراء المعاملات بالعملات المحلية دون إشراف خارجي، مما يعزز الكفاءة المالية في الأسواق المختلفة مثل نيجيريا، مصر، وكينيا.
الزوجة الأخرى الحلقة 37
التوسع والشمولية
أشار أوجبالو إلى أن الشبكة قد توسعت بسرعة لتشمل 18 دولة إفريقية مثل الجزائر، مصر، ونيجيريا، مع توفر 14 مفتاح دفع و150 بنكًا تجاريًا. ويجري دمج منصات التقنية المالية مثل TechComplete منذ الربع الأول من 2025.
أهداف مستقبلية للنظام
بين أوجبالو أن عدد سكان إفريقيا البالغ 1.4 مليار نسمة يمثل سوقًا ضخمًا إذا ما تمت معالجة المدفوعات بكفاءة. ويهدف نظام PAPSS إلى تحقيق شبكة موحدة لتوسيع نشاط الشركات وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة من إجراء معاملاتها عبر القارة.
كما أكد على أن النظام ساهم في خفض التكاليف وأوقات المعالجة، حيث خفّض منصة تشيس إكس تكاليف المعاملات وجعل دورة الدفع أسرع، بينما يظل الأمان والقوانين المتعلقة بكشف الاحتيال سارية دون أي حوادث.
الختام
أكد أوجبالو على أهمية المدفوعات كوسيلة لتبادل السلع والخدمات، حيث تعتبر أداة للسيطرة. مع هذه المبادرات، تسعى PAPSS إلى تقليل الاعتماد على العملات الأجنبية وخفض تكاليف المدفوعات العابرة للحدود، مما يفتح آفاقًا اقتصادية جديدة للقارة الإفريقية.