إنجاز طبي: جراحة العمود الفقري المخصصة

إنجاز طبي غير مسبوق في جراحة العمود الفقري

في خطوة تُعتبر تاريخية في عالم الطب، حققت مؤسسة كاليفورنيا للصحة في سان دييجو إنجازاً مذهلاً تمثل في إجراء أول جراحة في العالم للعمود الفقري العنقي الأمامي باستخدام غرسة مصممة خصيصاً لتلبية احتياجات المريض.

التفاصيل التقنية للجراحة

أُجريت هذه العملية الرائدة في يوليو 2025، وهي تمثل نقلة نوعية في مجال الرعاية الصحية، حيث تضع معياراً جديداً لكيفية التعامل مع أمراض العمود الفقري في المستقبل. وقد قاد هذه الجراحة جراح الأعصاب الدكتور جوزيف أوسوريو، الذي يُعتبر أستاذاً مشاركاً في جراحة الأعصاب بكلية الطب في جامعة كاليفورنيا في سان دييجو.

تقنيات متطورة وراء النجاح

استخدمت الجراحة تقنيات تصوير متقدمة، بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد، لتصميم غرسة تتناسب تماماً مع تشريح المريض. على عكس الغرسات التقليدية ذات المقاسات الثابتة، تم تصنيع الجهاز من التيتانيوم الطبي ليتناسب بدقة مع الأبعاد الخاصة لعمود المريض الفقري.

الإجراء التقليدي مقابل الإجراء المبتكر

يُعتبر دمج الفقرات العنقية الأمامية إجراءً قياسياً في عالم الجراحة منذ خمسينيات القرن الماضي، حيث يتضمن إزالة القرص التالف عبر شق صغير في مقدمة الرقبة، يليه دمج الفقرات المجاورة. لكن على الرغم من فعالية هذا الإجراء، إلا أن استخدام الغرسات القياسية قد يؤثر سلبًا على محاذاة العمود الفقري وحركته. الآن، مع إدخال مفهوم التخصيص، أصبح لدى الجراحين طريقة لتحسين النتائج وتقليل المخاطر.

تصميم مخصص لكل مريض

وأوضح الدكتور أوسوريو قائلاً: "كل عمود فقري فريد من نوعه، تماماً مثل بصمة الإصبع. بفضل هذه التقنية، يمكننا تصميم غرسة خاصة لكل مريض، بدلاً من مطالبة جسمه بالتكيف مع جهاز قياسي. إنه تحول جذري في كيفية تعاملنا مع جراحات العمود الفقري المعقدة".

التجربة العملية

في سياق عملية يوليو، قام فريق أوسوريو بالتقاط صور دقيقة للعمود الفقري للمريض قبل تصميم الغرسة باستخدام التخطيط المدعوم بالذكاء الاصطناعي. ثم تم طباعة الجهاز النهائي بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، مما أتاح توفير محاذاة دقيقة ودعماً هيكلياً أقوى للمريض.

فوائد الجراحة المخصصة

يمكن أن يمثل هذا النهج تحولاً جذرياً للمرضى الذين يعانون من حالات مثل تضيق القناة الشوكية، وداء القرص التنكسي، وتشوهات العمود الفقري. حيث يمكن أن تقلل الغرسات المصممة خصيصاً من فترات التعافي، وتحافظ على صحة تشريحية أفضل، وتُخفض معدلات المضاعفات، بل وتُقلل من احتمالية تكرار العمليات الجراحية.

رؤية مستقبلية

وفي هذا السياق، أشار الدكتور ألكسندر خاليسي، رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في سان دييجو، إلى أن هذا الإنجاز "يُبشر بعصر جديد من الطب المخصص لجراحة العمود الفقري". ويعكس كيف يمكن لابتكار الأجهزة والخبرة الجراحية أن تُساهم في استعادة وظيفة العمود الفقري وتحسين جودة حياة المرضى.
سيوف العرب الحلقة 11