نور المولد النبوي: ميلاد دائم للإنسانية

نور المولد النبوي: ميلاد دائم للإنسانية

في حديثه المليء بالحكمة، أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن نور المولد النبوي الشريف ليس مجرد حدث تاريخي عابر، بل هو ميلاد دائم يمتد عبر الأجيال، يمثل انطلاقة للإنسانية نحو النور والهداية. إنه ميلاد قلوب مخلصة وعقول متحررة من قيود الجهل، مما يجعل كل ذكرى لهذا اليوم تجديدًا حقيقيًا للحياة.

استقبال النور بإيمان ووعي

وخلال ظهوره في برنامج «مع الناس» الذي يُبث عبر قناة الناس، أكد الورداني على أهمية استقبال هذا النور من خلال قلوب واعية، قادرة على احتواء معانيه العميقة. فالمولد النبوي ليس مجرد ذكرى تمر، بل هو شعلة تُضيء قلوب المؤمنين وتستمر في إشعال الأمل والهداية.

معنى الصيام في يوم الميلاد

أشار أمين الفتوى إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم قد جعل من يوم مولده يوم صيام، حيث قال: «هذا يوم وُلدت فيه». هذا الاختيار يُظهر أن الميلاد النبوي يمثل تجديدًا للحياة الروحية، فكما أن الصيام يُعزز من صفاء الروح، فإن ذكرى المولد تعيد لنا ذلك الوهج النبوي.
شراب التوت الحلقة 103

حياة تتجدد في كل أسبوع

كما أوضح أن النبي كان يصوم يومي الإثنين والخميس، حيث يرتبط يوم الإثنين بميلاده الشريف، بينما يرتبط يوم الخميس برفع الأعمال. هذه العلاقة تُظهر أن المولد النبوي هو حياة متجددة وليست مجرد حدث تاريخي انتهى.

عبادة خالصة لله

أضاف الورداني أن الصيام هو عبادة خالصة لله، كما جاء في الحديث القدسي: «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به». وهذا يعكس أن ميلاد النبي كان أيضًا خالصًا لله، حيث وُلد يتيماً وتولت رعايته العناية الإلهية ليكون نورًا يُضيء دروب البشرية.

الاحتفال بالمولد النبوي

وأكد الورداني أن الاحتفال بالمولد النبوي ليس مجرد احتفالية عابرة، بل هو عبادة حقيقية، تجسد الفرح بفضل الله ورحمته. فقد قال تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}. فبعثة النبي محمد هي أعظم فضل ورحمة للبشرية جمعاء، مما يجعل الاحتفال بها تجديدًا للعهد مع النور والمبادئ النبوية.

في الختام، يظل نور المولد النبوي شعلة تضيء طريق المؤمنين، وتجسد قيم الخير والمحبة التي دعا إليها النبي، مما يلهم الجميع للسير على نهجه وتحقيق الأمل في قلوبهم.