-

الاتحاد الأوروبي يعلّق التعاون الأمني مع النيجر

الاتحاد الأوروبي يعلّق التعاون الأمني مع النيجر
(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

لندن - (بي بي سي)

أعلن الاتحاد الأوروبي تعليق التعاون الأمني مع النيجر إثر انقلاب استحوذ بموجبه عسكريون على السلطة في البلاد.

وسبق هذا الإعلان تأكيد الولايات المتحدة دعمها "الثابت" لرئيس النيجر المعزول محمد بازوم.

وأُطيح منذ أيام ببازوم في انقلاب قاده الجنرال عبد الرحمن تشياني، المعروف باسم عمر تشياني، رئيس وحدة الحرس الرئاسي في النيجر.

وأيد جوزيف بوريل ، منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، موقفي الولايات المتحدة وفرنسا الرافضين للاعتراف بقادة الانقلاب.

وقال إن التعاون الأمني ومساعدات الميزانية قد تم تعليقهما إلى أجل غير مسمى.

وحذّر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من عواقب احتجاز بازوم، قائلا إن "مئات الملايين من دولارات المساعدات" باتت في خطر.

وكان الجنرال تشياني قد أعلن نفسه زعيما جديدا للنيجر.

وبازوم هو أوّل رئيس منتخب للنيجر يخلف رئيسا منتخبا منذ استقلال البلاد في عام 1960.

وكان يُنظر إلى بازوم على أنه حليف رئيسي للدول الغربية في الحرب على الإرهابيين في المنطقة.

ويُعتقد في الوقت الراهن أن بازوم ينعم بصحة جيدة، رغم استمرار احتجازه لدى الوحدة المكلّفة بحراسته.

وهذا هو الإعلان الثاني الذي يعبّر به وزير الخارجية الأمريكي في غضون أيام معدودة عن دعم بلاده لبازوم منذ الإطاحة به.

وقال بلينكن إن واشنطن ستواصل العمل من أجل "تأمين عودة النظام الدستوري والحكم الديمقراطي بشكل كامل في النيجر".

وفي نداء منفصل إلى محمدو يوسفو -الذي كان رئيسا للنيجر قبل بازوم- أعرب بلينكن عن "أسفه لأن الذين يحتجزون بازوم يخاطرون بسنوات من التعاون الناجح وبمئات الملايين من الدولارات" في صورة مساعدات.

ودعا مجلس الأمن الدولي إلى إطلاق سراح بازوم فورا ودون شروط، كما أدان "الجهود التي تدفع إلى تغيير غير دستوري للحكومة الشرعية" في النيجر.

وقالت فرنسا، التي كانت النيجر ضمن إمبراطوريتها الاستعمارية، إنها لن تعترف بقادة الانقلاب، ولن تقرّ بغير بازوم رئيسا للدولة.

وطالب الاتحاد الأفريقي الجيش في النيجر بالعودة إلى ثكناته في غضون 15 يوما.

وزاد انقلاب النيجر من ضبابية المشهد في منطقة الساحل الأفريقي، لا سيما وأنه يأتي بعد انقلابين شبيهين في بوركينا فاسو ومالي.

وأدانت منظمات دولية، بينها الاتحاد الأفريقي والتكتل الإقليمي لغرب أفريقيا (إيكواس) والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، الانقلاب في النيجر بشدة.

غير أن زعيم مرتزقة فاغنر الروس، يفغيني بريغوجين، أثنى على الانقلاب في النيجر واصفا إياه بالانتصار.

وأفادت تقارير بأن بريغوجين قال، عبر قناة على تليغرام يعتقد أنها مرتبطة بفاغنر، إن "ما حدث في النيجر ما هو إلا كفاح شعب ضد مستعمريه .. وها هو شعب النيجر اليوم يحقق استقلاله".

ولم يتسنَّ لبي بي سي التحقق من صحة هذا التصريحات.

لكن يُعتقد أن مجموعة فاغنر لديها آلاف المقاتلين في جمهورية أفريقيا الوسطى ومالي، حيث تمارس المجموعة الروسية أعمالا تجارية مربحة، كما تدعم علاقات روسيا الدبلوماسية والاقتصادية.

مشاعر مختلطة إزاء الانقلاب

وكان تشياني، البالغ من العمر 62 عاما، قد تولى مهمة قيادة وحدة الحرس الرئاسي في النيجر في عام 2011، ثم رقّاه الرئيس السابق يوسفو إلى رتبة جنرال في عام 2018.

وارتبط اسم تشياني في عام 2015 بمحاولة انقلاب فاشلة ضد الرئيس السابق، لكن تشياني نفى ذلك أمام محكمة.

وفي خطاب متلفز، قال تشياني إن رجاله العسكريين استولوا على السلطة بسبب مشكلات عديدة في النيجر، تشمل غياب الأمن وصعوبات اقتصادية وفساد.

وحاول تشياني طمأنة حلفاء النيجر حول العالم، قائلا إن قيادته ستفي بكل التزامات بلاده الدولية، بما في ذلك حقوق الإنسان.

وعلى الصعيد الداخلي، حذّر المجلس العسكري الذي تولى الحكم بعد الانقلاب معارضيه بقوة، متّهما أعضاء من الحكومة المعزولة- الذين لجأوا إلى سفارات دول أجنبية- بالتآمر عليه.

وقال المجلس إن تلك المحاولات قد تؤدي إلى إراقة الدماء، وهو ما تمّ تفاديه حتى الآن.

وفي عاصمة النيجر، نيامي، عادت الحياة إلى طبيعتها بشكل كبير، وفُتحت الأسواق والمحال التجارية، غير أن الموظفين أُبلغوا بالبقاء في منازلهم.

وتشيع بين شعب النيجر مشاعر مختلطة إزاء الانقلاب. فبينما يرى البعض أن غياب الأمن لم يكن بالدرجة التي تبرر خطوة الانقلاب، يدعم آخرون هذه الخطوة.

أما في معسكر الدول الغربية، فثمة مخاوف من وجهة القادة الجُدد في النيجر، لا سيما وأن أقرانهم في بوركينا فاسو ومالي قد اتجهوا صوب روسيا منذ الانقلاب على الحكم في البلدين المجاورين للنيجر.

ومنذ استقلالها عن فرنسا في عام 1960، شهدت النيجر أربعة انقلابات عسكرية ناجحة، فضلا عن عدد كبير من محاولات انقلابية فاشلة.