-

أم البنات ماتت.. رحيل صاحبة أشهر تروسيكل في

أم البنات ماتت.. رحيل صاحبة أشهر تروسيكل في
(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

الإسكندرية - محمد البدري

تمنت أن تعيش طويلا حتى تطمئن على مستقبل بناتها، بعد انفصالها عن زوج قاس من أسرة ترفض "خلفة البنات"، لتجد نفسها تكافح وحيدة لتوفير نفقات المعيشة، إلا أن القدر كان له ترتيب آخر فغيبها الموت عن دنيانا تاركة طفلتين لا يتجاوز أعمارهما التسع سنوات وشيعت جنازتها قبل أيام بغرب الإسكندرية.

وسادت حالة من الحزن على صفحات التواصل الاجتماعي بعد نبأ وفاة السيدة "سهى سعيد" الشهيرة بأم مريم، والتي تعد أشهر سيدة خدمة توصيل طلبات في حي العجمي بغرب الإسكندرية حيث كانت تشتهر بقيادة تروسيكل التوصيل صحبة طفلتيها مريم ومنة أثناء عملها.

وكان مصراوي أجرى لقاءا مع السيدة "سهى محمد" بعنوان "بدّال الرزق.. الدراجة تُعيد الحياة لـ"أم البنات" سلط خلاله الضوء على كفاحها في تربية أطفالها والحديث عن أحلامها في الوصول بهن لبر الأمان.

لم تتخل هذه الأم يومًا عن طفلتين رحل عنهما أب قسى قلبه عزوفًا عن "خلفة البنات". حتى أثناء بحثها الطويل عن مصدر رزق بديل، لم تكن تُفكر سوى في سبيل يحقق الكفاف دون أن تكف عن رؤية "مريم" و"منة الله".

في عام 2013 ، غادرت "سهى سعيد" مدينتها الإسكندرية، تاركةً خلفها أسرة مكونة من أم و3 أشقاء يصغرونها، بعد أن وافقت على الزواج والانتقال رفقة زوجها إلى محافظته بني سويف، لكن معاناتها الأسرية بدأت بعد عام فقط بسبب "خلفة البنات"، إذ أبدت أسرة الزوج الانزعاج من إنجاب الطفلة الأولى، بعد أن كانوا يمنون أنفسهم بمولود ذكر.

بعد إنجاب الطفلة الثانية، زادت الأمور سوءًا، وألقى الزوج وأسرته باللائمة على الأم التي لم تجد حلاً سوى القبول بقرار الانفصال، بعد عامين من زواجها، لتعود مرة أخرى إلى الإسكندرية رفقة طفلتيها، لافتة إلى أن والد الأبناء لم يكن يسدد حتى نفقة بناتها بعد الطلاق ورغم ذلك لم تشأ رفع دعوى قضائية ضده حتى لا تؤثر على الحالة النفسية لطفلتيها.

وقالت السيدة سهى في حديث سابق لمصراوي "عُدت إلى الإسكندرية في 2015، ولم أقدر حينها على تحميل أسرتي مشقة وجودي مع ابنتي، فاستأجرت شقة في منطقة العجمي، وبدأت بالبحث عن عمل مناسب لا يمنعني من رعاية أطفالي"؛ وأشارت إلى تنقلها بين أكثر من عمل في المصانع وبوفيه إحدى المحاكم بغرب الإسكندرية والعمل كبائعة خضروات، ثم العمل كمربية في إحدى الحضانات، حتى جاءت جائحة كورونا التي تسببت في تعطل الكثير من الأعمال.

كانت ترى "أم مريم" أن الابتعاد عن ابنتيها بمثابة الجحيم، لذا هداها تفكيرها إلى فكرة مشروع توصيل الطلبات إلى المنازل فقررت شراء دراجة هوائية مصنعة يدويًا من أحد العاملين في هذا المجال، والذي نفذها لي وفقًا لظروفها، إذ طلبت منه تعديل التصميم ليكون هناك مكانًا آمنًا لطفلتيها لتضمن مرافقتهما في كل لحظة.

حلمت السيدة "سهى" بتوفير مصدر دخل ثابت يكفي لحياة كريمة لطفلتيها في المستقبل ويعينها على رحلتها في تعليمهما، أشياء كانت تدعو الله دومًا في سبيل تحقيقها، وكانت آخر كلماتها في حديثها لمصراوي "نفسي أشوفهم كبروا وقادرين يعتمدوا على نفسهم".

**إقرأ أيضا

بدّال الرزق.. الدراجة تُعيد الحياة لـ"أم البنات" (صور)