-

5 صور إعجازية.. تلسكوب إقليدس يلتقط مشاهد

(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

كتب- رامز زكريا:

أرسل تلسكوب إقليدس الأوروبي أكبر صور للكون على الإطلاق، ونشرت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، 5 صور تظهر مناطق جديدة واسعة من السماء بتفاصيل غير مسبوقة، وتقدم لمحة مثيرة عن الماضي الكوني البعيد.

وقالت الدكتورة ميشيل كولينز، من جامعة ساري، التي ساعدت فريق "إقليدس" في تحديد المجرات الجديدة المحتملة في الصور: "هذه الصور الأولى المذهلة مجرد بداية. يمكن لهذا التلسكوب أن يكشف ملايين الأجسام الجديدة في يوم واحد. لقد بدأنا للتو في إدراك إمكاناتها".

وكشفت الصور العلمية الأولى من مهمة تلسكوب "إقليدس" عن أكثر من 1500 مليار "نجم يتيم" منتشرة في جميع أنحاء عنقود برسيوس المجري (أو عنقود مجرات حامل رأس الغول).

وتعرف "النجوم اليتيمة" بأنها مجموعات من النجوم المطرودة من مجرتها. ويلقي هذا الاكتشاف، الذي قاده علماء فلك من جامعة نوتنجهام، الضوء على أصول هؤلاء المتجولين السماويين الذي يسطعون بضوء شبحي أزرق.

ويقع عنقود مجرات حامل رأس الغول على بعد 240 مليون سنة ضوئية من الأرض، وهو أحد أضخم الهياكل في الكون، حيث يحتوي على آلاف المجرات الفردية.

وقالت البروفيسور نينا هاتش، من جامعة نوتنغهام والتي شاركت في قيادة البحث: "فوجئنا بقدرتنا على الرؤية حتى الآن في المناطق الخارجية للعنقود وتمييز الألوان الدقيقة لهذا الضوء. يمكن أن يساعدنا هذا الضوء في رسم خريطة للمادة المظلمة إذا فهمنا مصدر النجوم الموجودة داخل المجموعة".

و"النجوم اليتيمة" هي مجرد واحدة من الاكتشافات المذهلة التي توصل إليها "إقليدس" في مجموعة من الصور المذهلة التي تم إصدارها.

وتُظهر الصور الجديدة مجموعتين من المجرات تُعرف باسم Abell 2764 وAbell 2390، ومجموعة من المجرات تسمى مجموعة أبو سيف، ومجرة حلزونية يطلق عليها اسم NGC 6744، وحضانة نجمية نابضة بالحياة تُعرف باسم "ميسييه 78" (Messier 78).

ويعد "ميسييه 78" أقرب موقع، على بعد 1300 سنة ضوئية فقط من الأرض، في حين أن Abell 2390 هو الأبعد على بعد 2.7 مليار سنة ضوئية في كوكبة الفرس الأعظم.

ويأمل العلماء أن تسلط البيانات الواردة من "إقليدس" الضوء على اثنين من أعظم ألغاز الكون: الطاقة المظلمة (التي تدفع المجرات بعيدا عن بعضها بعضا، ما يؤدي إلى تسارع توسع الكون) والمادة المظلمة (التي تتكون من جسيمات لا تمتص الضوء أو تعكسه أو تنبعث منه).

وقالت كارولين هاربر، رئيسة قسم علوم الفضاء في وكالة الفضاء البريطانية: "إن جزءا أساسيا من هدفنا هو فهم المزيد عن الكون، ومما يتكون وكيف يعمل. ولا يوجد مثال أفضل على ذلك من مهمة إقليدس، فنحن نعلم أن معظم الكون يتكون من مادة مظلمة غير مرئية وطاقة مظلمة، لكننا لا نفهم حقا ما هي، أو كيف تؤثر على الطريقة التي يتطور بها الكون".

وقال علماء الفلك إن الصور التي التقطها "إقليدس" أكثر وضوحا بأربع مرات على الأقل من تلك الملتقطة باستخدام التلسكوبات الأرضية.

وفي المجمل، أنتج "إقليدس" حتى الآن أكثر من 11 مليون جسم في الضوء المرئي و5 ملايين جسم آخر في ضوء الأشعة تحت الحمراء.

ومن أهداف المهمة التي انطلقت في يوليو 2023، إنشاء خريطة ثلاثية الأبعاد للكون من خلال رصد ملياري مجرة، ما سيساعد العلماء على فهم تاريخها الكوني.

وحسب العلماء، فإن 5% فقط من الكون مرئية بالنسبة لنا، أما الباقي فهو يتكون من أمور "غريبة مجهولة" لا يمكن استنتاج وجودها إلا من خلال تأثيرها على الكون.

ومكّنت الكاميرا العاملة بالأشعة تحت الحمراء على متن "إقليدس"، العلماء من النظر إلى داخل السدم، حيث رصدوا أقزاما بنية و"كواكب مارقة"، وكلاهما يعتبران من المرشحين لتكوين "المادة المظلمة".

وقالت ماروسا زرجال من معهد الفيزياء الفلكية في جزر الكناري: "هذه الصورة غير مسبوقة لأنها الأولى من نوعها التي تتمتع بالعمق والحدة. كما أن مجال الرؤية الواسع يتيح لنا لأول مرة بالفعل دراسة أجسام ذات كتلة منخفضة جدا بهذه التفاصيل وبشكل موحد".

ولا يمكن رؤية المادة المظلمة بشكل مباشر، لكن يمكن ملاحظة تأثيرها من خلال التلسكوبات، لأنها تقوم بثني الضوء حول المجرات، ما يخلق حلقة من ضوء النجوم تعرف باسم "عدسة الجاذبية".

والأقزام البنية هي أجرام وسطية بين الكواكب الضخمة والنجوم، وتصدر إشعاعا، لكنها لم تتحول بعد إلى نجوم كاملة.

أما الكواكب المارقة فهي كواكب تصل كتلتها إلى 4 أضعاف كتلة المشتري، لكنها لا تدور حول أي نجم.