بعد 50 عاما من نصر أكتوبر.. كيف شهد استاد

كتبت-هند عواد:

في 6 أكتوبر 1973.. كانت كرة القدم جزء لا يتجزأ من خطة الانتصار على العدو، بالاشتراك في عملية الخداع، إذ أنه عندما كان الجيش المصري يعبر القناة ويحطم أسطورة خط بارليف بعد تجميع الجنود والأسلحة، كانت قلعة الفلاحين تحشد لاعبو غزل المحلة أملًا في الفوز على الطيران وإسعاد الجماهير مع انطلاق الدوري المصري موسم 73-74، لم يكن يعلم العدو الإسرائيلي ولا جماهير القدم المصرية، أن المباراة ستشهد ساعة الصفر لانطلاق حرب 6 أكتوبر.

تحددت الثانية والنصف ظهر يوم 6 أكتوبر 2023، حسبما روى مقدم البرامج مدحت شلبي على قناة أون تايم سبورت، موعدًا لانطلاق مباراة غزل المحلة والطيران في بداية دوري 73-74، على ملعب الفلاحين، الذين يسعون إلى الحفاظ على اللقب بمعنويات مرتفعة للجيل الذهبي، لكن تحقق ما هو أهم من لقب الدوري.

انطلقت المباراة التي كانت تسير بشكل طبيعي بعد نصف ساعة من موعد عبور القوات المسلحة، لكن بدأ الأمر بعد دقائق من الانطلاق، عندما تفاجئ لاعبو غزل المحلة بتحية جماهيرهم لفريق الطيران وسلاح القوات الجوية، دون وجود سبب أو مبرر لتحية المنافس، ليستفسر اللاعبين بين شوطي اللقاء عن سبب الهتافات.

"الله أكبر" تعالت الهتافات من المدرجات قبل نهاية المباراة، بعد إعلان القوات المسلحة المصرية بيانها الأول بعبور القناة وبدء الحرب، ثم أنهى الحكم المباراة فور إعلان بيان القوات المسلحة بالعبور، وكان قد تقدم الطيران بهدف وبعد 5 دقائق تعادل عمر عبد الله للغزل، الذي كشف شعوره عند هتاف جماهير الغزل للطيران عبر تصريحات تلفزيونية، وقال: "طالما جماهيري بتشجع الطيران يبقى فيه حاجة كبيرة حصلت".

لم يكن احتفال لاعبو غزل المحلة والطيران بفوز أحدهم، إذ رقص الجميع بالعبور والنصر محتفلين مع الجماهير على أرض ملعب الفلاحين.

نجوم كرة القدم في حرب أكتوبر

لم تكن مباراة غزل المحلة والطيران وحدها من الساحرة المستديرة المرتبطة بحرب أكتوبر، إذ كان هناك نجوم من كرة قدم كغيرهم من المواطنين في الجيش المصري، حيث استشهد في الحرب عبده أبو حسين لاعب المصري البورسعيدي، وشارك عبد العزيز بدران وحمادة إمام ومحمود بكر ومحمود الجوهري في النصر.

كرة القدم قبل حرب أكتوبر 1973

توقف النشاط الرياضي في مصر بعد نكسة 1967، مما دفع غزل المحلة، الذي كان يملك جيلًا ذهبيًا حينها إلى المشاركة في دوري الشركات أملاً في تحقيق الانتصار، ثم عاد النشاط مرة أخرى موسم 1972-1973، ليحقق غزل المحلة موسم للتاريخ تغنت به الصحف المصرية وكان من أبرز العناوين حينها "الفلاحين غلبوا البندر".

ضم غزل المحلة في هذا الموسم عماشة والسياجي وعمر عبد الله والنحريري والسيد محرز وحنفي هليل وعبد الدايم، وأقيم الدوري بنظام المجموعة الواحدة ليتصدر الغزل جدول الترتيب ويحصل عماشة على لقب الهداف بـ 12 هدفا، هذا بعد التفوق على الزمالك بنقطة وحيدة.