فكرة عبقرية للسكان.. كيف بنى البارون نادي
كتبت - نهى خورشيد
تصوير: محمد معروف
مثلما أسس المهندس البلجيكي الثري البارون إدوارد إمبان، أشهر قصر بحي مصر الجديدة، والذي يتردد عليه الكثير من مختلف أنحاء العالم من أجل معرفة قصته التي اشتهرت بوجود أشباح وطقوس تميل إلى عبدة الشياطين، أنشأ حي "هليوبوليس" والذي خرج منه العديد من المشروعات التي استفاد منها المصريين بعد ذلك.
تحدث النائب عمرو السنباطي، الرئيس الحالي لـ هليوبوليس عن قصة تأسيس البارون إمبان النادي في جانب من حواره مع "مصراوي".
وقال السنباطي، في تصريحات خاصة "لـ مصراوي": "البارون إمبان عبقري، أسس مدينة سكنية جديدة، في حي سمي بـ"مصر الجديدة"، كما أهتم بالعناصر الأساسية مثل المترو، النادي والشوارع الواسعة".
وأضاف: "مصر الجديدة حي سكني تجاري صمم على النظام الأوروبي، والدليل على ذلك أن جميع المباني بـ"الكوربة" كانت بها مظلات "بواكي"، حتى يستطيع السكان التمشية والتسوق، هو مشروع عبقري للغاية في وقت قياسي".
وتابع: "في البداية لم يكن الجميع يعلم الحي الجديد الذي أساسه، وكانت أغلب التجمعات السكانية في أماكن معينة، ولكن البارون نجح في الخروج بمكان جديد خارج التكدس السكاني وأسس منطقة راقية متميزة، واجتذب طبقة معينة من صفوة المجتمع بتوفير فلل بأسعار قليلة، وجميع تصميمات المباني كانت مستوحاة من الطابع البلجيكي والفرنسي، وهي ما تميزت به منطقتي الكورية ومصر الجديدة".
وواصل حديثه:"البارون هو مؤسس النادي والرئيس الأول له، ونجح في تنفيذ فكرة عبقرية وهي تجميع سكان منطقة محددة تربطهم نفس النشاطات، الرياضات، المستوى الاقتصادي، الاجتماعي والفكري، ليصبح النادي بمثابة نقطة تجمع كل السكان في الحي".
وأكمل:"بداية النادي جاءت بعد تولي ثلاثة رؤساء بريطانيين، هم من أسسوا الفكرة وهم من يعلمون كيف يمكن إدارتها، وجميع رؤساء النادي تعلموا منهم "وفي رأي مش عيب"، بالطبع إدارة مثل هذا النشاط الرياضي الكبير نوع من النظم المميزة التي لم نكن نعلمها في الوقت ده، الإنجليز ادخلوه مصر وتعلمنا منهم، ومن وجهة نظري جميع الأندية التي أسسها البريطانيون ناجحة لغاية حتى هذه اللحظة،وهو ما يعكس فكرة حوكمة الشركات".
وأردف:"نظام هليوبوليس الأجنبي تتابع عليه كل مجالس الإدارات وتم إضافة بعض القيم، ولكن بالطبع حدث بعض التطوير مع ثبات الأساس الذي تم وضعه بحكمة وحنكة وهو ما نسير عليه حتى هذه اللحظة ومنذ أكثر من 100 عام".
وعن رأيه في الإدارة الحالية:" ليس بها جمود، دائما هناك تطوير وهناك إضافة، وهذا سبب إقبال الأعضاء على نادي هليوبوليس نتيجة لأن أساسنا قوي وفي تقدم مستمر، ولا يوجد أي رئيس سابق جاء لهدم هذا النظام".
وأكد رئيس هليوبوليس :"هناك بالطبع اختلاف كبير بين الإدارات الأجنبية والإدارة الحالية، لأن العالم حولنا في تطور مستمر، وكذلك اهتمامات الأشخاص، بالإضافة إلي زيادة عدد الأعضاء والحاجة لإضافة أنشطة جديدة، من المستحيل أن يستمر أي نشاط رياضي أكثر من 100 عام دون تغيير واضح، وأي نظام يحتاج إلى تطوير من أجل تحسين الخدمة المقدمة للمستهلك "العضو" حتي يستفيد بها بشكل أفضل".
اختتم حديثه قائلاً :"البارون أسس النادي في مصر، وكان قاصد يبنيه من التراث بتاعنا، لأن التاريخ والحاضر والمستقبل مبني كله على التراث، وده السبب الرئيسي وراء استمرار اسم النادي وشعره حتى هذه اللحظة لأنه من تراث مصرنا الحبيبه وهو ما ننتمي إليه".
أجرى حوارًا مطولًا مع رئيس نادي هليوبوليس، يُنشر قريبًا....
إقرأ ايضاً: