اكتشاف جديد يفسر ضعف الذاكرة بسبب ضغط الدم

تمكن فريق من الباحثين في مركز "ويل كورنيل" الطبي بالولايات المتحدة الأمريكية من إحراز تقدم كبير في فهم العلاقة بين ارتفاع ضغط الدم وتأثيره على صحة الدماغ. هذه الدراسة، التي نُشرت في مجلة "Neuron" العلمية، تسلط الضوء على كيفية تأثير هرمون معين على الذاكرة وصحة الدماغ بشكل عام.

آلية البحث والنتائج المبكرة (اليوم الثالث)

في إطار هذه الدراسة، استخدم الباحثون هرمون "الأنجيوتنسين 2"، الذي يلعب دوراً مهماً في تنظيم ضغط الدم. تم حقن هذا الهرمون في فئران التجارب لمحاكاة حالة ارتفاع ضغط الدم. وعبر استخدام تقنية تسلسل الحمض النووي الريبوزي للخلايا المفردة، تمكن الفريق من دراسة قشرة أدمغة الفئران. النتائج كانت مثيرة، إذ أظهرت تغيّرات ملحوظة في الدماغ بعد ثلاثة أيام فقط من التعرض للهرمون، بالرغم من أن ضغط الدم كان لا يزال ضمن الحدود الطبيعية.

التغيرات المبكرة التي تم رصدها

• الشيخوخة المبكرة للخلايا البطانية

  أظهرت النتائج أن الخلايا البطانية فقدت قدرتها على الحفاظ على الحاجز الوعائي، مما قد يؤثر على تدفق الدم إلى الدماغ.

• خلل في التوازن العصبي

  تم ملاحظة انخفاض في نشاط الخلايا العصبية الداخلية، وهي المسؤولة عن تحقيق التوازن بين الإثارة والتثبيط، مما أدى إلى اختلال في الشبكات العصبية.

• تأثر الميالين

  توقفت الخلايا السليفة للخلايا الدبقية قليلة التغصن عن النضج، مما أثر على تكوين أغماد الميالين التي تحمي الأعصاب.

تفاقم الأعراض (اليوم 42)

بحلول اليوم الثاني والأربعين، ظهرت اختلالات إدراكية واضحة، حيث تفاقمت الأعراض بشكل ملحوظ:

• انخفضت سرعة نقل الإشارات العصبية.
• ظهر خلل في وظيفة الميتوكوندريا داخل الخلايا العصبية.

الاستنتاج الرئيسي وأهمية الاكتشاف

أكد مؤلفو الدراسة أن الأضرار الدماغية وتطور الضعف الإدراكي لا تنتج عن ارتفاع ضغط الدم بحد ذاته، بل عن التأثير المباشر لهرمون الأنجيوتنسين 2 على خلايا الدماغ. هذا الاكتشاف يفسر لماذا يعاني بعض المرضى من ضعف إدراكي حتى عندما تكون مؤشرات ضغط الدم لديهم معتدلة.

يعتقد الباحثون أن هذا الاكتشاف سيفتح آفاقاً جديدة لوضع استراتيجيات للكشف المبكر والوقاية من الخرف والأمراض الإدراكية المرتبطة بارتفاع ضغط الدم.
غرفة لشخصين الحلقة 9