-

أستاذ بالأزهر يكشف عن كرامة عند دفن الشيخ

(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

كـتب- علي شبل:

مستشهدا بالشيخ المجدد الإمام محمد الغزالي- رحمه الله تعالى- ضرب الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر الشريف، المثل على "جزاء الله للمخلصين".

وقال العشماوي، في منشور عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، قائلًا: اعلم - وفقني الله وإياك - أن النابتة الوهابية إذا عادَوْا أحدا من العلماء أو الدعاة الصادقين؛ فهو دليل على علمه وصلاحه وفضله وتقواه، وأنه من أهل الحق، وأن له كرامة عند الله عز وجل؛ فإنه ما يسلطهم على أحد إلا وهو يريد أن يرفع درجته، ويبين كرامته، ويظهر فضله بين عباده!

وقد تأملت حال كل من عودي منهم؛ من النابتة الوهابية، فوجدته كذلك!

وتابع العشماوي: هذا مولانا الشيخ الغزالي، كم خاضوا في عرضه، ولاكوه بألسنتهم، وطعنوا في دينه بما يتورع عنه إبليس، حتى اتهموه بمعاداة السنة، والرجل صابر محتسب!

فكان ماذا؟!

دُعي الرجل إلى مؤتمر في السعودية، تحت عنوان (الإسلام وتحديات العصر)، فحضره، وتكلم فيه، منفعلا كعادته - وانفعال الدعاة الصادقين غير انفعال الممثلين - فأصيب بذبحة صدرية، نقل على إثرها إلى المستشفى، ثم فاضت روحه إلى بارئها!

ثم ماذا؟!

أصدر الملك عبد الله بن عبد العزيز - ولي العهد حينئذ -، بناء على توصية من الشيخ عبد العزيز بن باز - مفتي المملكة حينئذ - قرارا ملكيا، بنقل جثمان الشيخ إلى المدينة المنورة - وكان قد توفي في الرياض - ودَفْنِه في البقيع - مقبرة الصحابة والسلف الصالح - فلما حفروا له اللحد؛ ما لانت الأرض للحفر إلا في موضع واحد، هو الذي يقع بين قبري الإمام نافع مولى ابن عمر، والإمام مالك بن أنس، إمام دار الهجرة، و(مالك عن نافع عن ابن عمر)؛ هذه السلسلة الإسنادية تسمى عند أهل الحديث (سلسلة الذهب)، وهي أصح إسناد تُروى به الأحاديث في الدنيا!

ولفت أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر الشريف إلى أنه كان من كرامات الله لهذا العبد الصالح، الذي عادته الوهابية:

أولا: أجاب الله دعاءه، فقد كان كثيرا ما يدعو بأن يجعل الله نهايته في حرم رسوله صلى الله عليه وسلم، ويتمنى أن يدفن هناك، فاستجيب له، وكان أهله رافضين لسفره، خوفا من انفعاله، بناء على تعليمات الأطباء، فأصر وسافر؛ ليتحقق له مراده، كرامة من الله له!

ثانيا: دفنه في مقبرة البقيع، إلى جوار الصحابة رضي الله عنهم، وبين قبري مالك ونافع، تبرئة ربانية لساحته من تهمة معاداة السنة؛ إذ كيف يكون عدوا للسنة، ويدفن بين رواتها من أعلام الصحابة وأعيان التابعين وتابعيهم، فأكذبهم الله في دعواهم بالدليل الواقعي!

ثالثا: إصدار القرار الملكي الكريم، بتوصية الشيخ ابن باز؛ ليكون ردا عمليا على الوهابية، فكيف حرك الله قلوب أولي الأمر لاتخاذ مثل هذا القرار، في الوقت الذي يُصنَّف فيه الشيخ الغزالي عندهم عدوا للسنة؟!

رابعا: تكريم أهله، باستقدامهم في طائرة ملكية خاصة، معززين مكرمين؛ ليشهدوا جنازته، وحضور طائرات خاصة من جميع دول العالم؛ للمشاركة في الصلاة عليه في المسجد النبوي الشريف، وتشييع جنازته!

خامسا: تكريمه عن طريق الملوك، الذين طالما انتقد فكرهم، وانتقد أنظمتهم الحاكمة، حتى إنهم منحوه جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام، مع أنه لم يتزلف لأحد، وإنما كان دائم النقد!

فهذا نموذج شديد الوضوح والإفحام؛ على أن الله إذا أراد أن يكرم عبدا من عباده العلماء؛ سلط عليه النابتة الوهابية، فبسطوا له ألسنتهم وأقلامهم بالسوء!

وأنهى العشماوي منشورا داعيا: اللهم إن أحيا غيرنا ذكر الفاسدين؛ فأحي بنا ذكر الصالحين.

اقرأ أيضا:

داعية يوضح 3 أحكام شرعية تحدد أحقية المهر عند الزواج والطلاق وفسخ الخطبة