انقلاب علمي حول أجداد البشر.. تاريخ جديد لإنسان
طوال عقود، كان علماء التطور والأجناس، يعتقدون أن النوع البدائي من الإنسان المسمى "النياندرتال"، ينتمي إلى جنس أشباه البشر، ولكنه انقرض قبل ظهور الإنسان العاقل.
غير أن دراسة جديدة، توصلت إلى نتائج ثورية تفيد أن إنسان نياندرتال كان من البشر وليس أشباه البشر، وأن أفراده كانوا أكثر ذكاءً مما كان يعتقد سابقاً، وكانوا يتمتعون بمهارة كافية للتحكم بالنار واستخدامها في طهو الطعام.
وأوضح البحث، الذي نشر في مجلة "بلس وان" PLOS One، أن إنسان النياندرتال كانوا قادرا على التفكير بشكل رمزي واستخدام الرموز مثل الكلمات والصور والتمثيلات العقلية للأشياء أو الأحداث لتمثيل العالم، وابتكار أغراض فنية، كما عرفوا كيفية تزيين أجسادهم باستخدام الحلي، واعتمدوا نظاماً غذائياً شديد التنوع.
وعاش إنسان نياندرتال في أوروبا وأجزاء من غرب آسيا وآسيا الوسطى، قبل حوالي 350 ألف سنة. وانقرض في أوروبا قبل حوالي 42 ألف سنة.
وقال أليساندرا ساليتي من "جامعة ترينتو" في إيطاليا، إن أفراد النوع البدائي "النياندرتال" ربما كانوا يأكلون الطعام المطبوخ عادة، ما يشير إلى امتلاكهم مهارات مثل الإنسان العاقل المبكر الذي عاش بعدهم بآلاف السنين.
وقال دييجو أنجيلوتشي الباحث المشارك في الدراسة: "في هذه الدراسة نثبت عدم وجود أي شك في أن إنسان النياندرتال كان قادرا على إشعال النار، التي كانت عنصراً أساسياً في حياتهم اليومية".
وقارن الباحثون بقايا حرائق منظمة موجودة في "جروتا دي أوليفيرا" في وسط البرتغال، وهو واحد من أهم المواقع الأثرية الأوروبية في العصر الحجري القديم الأوسط.
يعد هذا الكهف جزءاً من نظام "ألموندا الكارستية"، وهو عبارة عن شبكة واسعة من الكهوف الموضوعة على ارتفاعات مختلفة فوق نبع كبير كان مأهولاً في فترات مختلفة من عصور ما قبل التاريخ.
وتشمل أقدم طبقاته عدداً من الممرات يعود تاريخها إلى نحو 120 ألف سنة مضت، وأحدثها عمره نحو 40 ألف سنة، ومن المحتمل أن إنسان "النياندرتال" عاش في هذا المكان قبل 100 ألف و70 ألف سنة مضت.
وعثر علماء الآثار على بقايا لنحو 10 مواقد جرى بناؤها واستخدامها عمداً في الكهف على مستويات مختلفة في مساحة تبلغ نحو 30 متراً مربعاً، وعلى عمق 6 أمتار.
وتشير النتائج إلى أن سكان الكهوف واظبوا على طهو طعامهم، وفقا لصحيفة إندبندنت البريطانية.
وقال أنجيلوتشي: "عثرنا على عظام محترقة وخشب محترق وبقايا رماد.. والصخرة الموجودة في أسفل الموقد تلونت بالأحمر بسبب الحرارة".
وعثر العلماء على بقايا وعظام محترقة لماعز وغزلان وخيول ونوع منقرض من الثيران ووحيد القرن وسلاحف مرت كلها بعملية الطبخ، وربما وضعت الأخيرة على قشرتها الصلبة وطهيت على الحجارة الساخنة في الكهف.
اقرأ أيضا: