-

عبد الحليم محمود: سيرة الإمام الزاهد

(اخر تعديل 2025-10-17 16:18:58 )
بواسطة

إحياء ذكرى الإمام عبد الحليم محمود

في السابع عشر من أكتوبر من كل عام، يحيي المسلمون ذكرى وفاة الإمام الزاهد، فضيلة الدكتور عبد الحليم محمود، الذي شغل منصب الشيخ السادس والأربعين للأزهر الشريف. حيث قام مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بإلقاء الضوء على بعض جوانب سيرته العطرة، وتقديم لمحة عن إنجازاته ودوره في المجتمع.

مولده ونشأته

وُلد فضيلة الشيخ عبد الحليم محمود في عام 1910 في قرية السلام بمحافظة الشرقية، حيث نشأ في أسرة كريمة محبة للعلم والأزهر الشريف. كان لهذه البيئة دور كبير في تشكيل شخصيته العلمية والدينية.

مسيرته العلمية

بدأ الشيخ عبد الحليم محمود مسيرته بحفظ القرآن الكريم ودراسة العلوم الإسلامية في الأزهر الشريف، حيث حصل على الشهادة الثانوية في عام واحد، مما يعكس نبوغه وتفوقه. في عام 1932، حصل على شهادة العالِمية، ثم سافر إلى فرنسا على نفقته الخاصة ليُحقق حلمه في الحصول على الدكتوراة في الفلسفة الإسلامية عام 1940. كان الشيخ متمكناً في العديد من العلوم والفنون.

مناصبه ومسئولياته

تولى الشيخ عدة مناصب أكاديمية وإدارية، منها:
سيوف العرب الحلقة 11

  • مدرس لعلم النفس بكلية اللغة العربية.
  • أستاذ للفلسفة بكلية أصول الدين، ثم عميداً لها في عام 1964.
  • أميناً عاماً لمجمع البحوث الإسلامية.
  • وكيل الأزهر الشريف عام 1970.
  • وزيراً للأوقاف وشئون الأزهر.
  • شيخ الأزهر الشريف عام 1973.

جهوده الدعوية والوطنية

كان للإمام عبد الحليم محمود دور بارز في نصرة الأمة خلال حرب أكتوبر المجيدة، حيث قام ببث روح الجهاد والإيمان في نفوس الناس من خلال منابر الأزهر الشريف. كما ساهم في استرداد أملاك وزارة الأوقاف، وأصدر قرارات بترميم وتجديد المساجد الأثرية، وعمل على تطوير الهيكل التنظيمي لمجمع البحوث الإسلامية، وتوسيع المعاهد الأزهرية.

نبوغه وورعه

عرف الشيخ عبد الحليم محمود بعلمه الواسع ونظرته الثاقبة، مما جعله يُلقب بـ "غزالي القرن العشرين". كان له تأثير كبير على الفكر الإسلامي بفضل زهده وتصوفه.

مؤلفاته

أثرى الإمام مكتبات العالم الإسلامي بعدد من المؤلفات تجاوزت ستين كتابًا، منها ما كُتب بالعربية والفرنسية. من أشهر كتبه "التوحيد الخالص" و"الإسلام والعقل"، حيث قدم فيهما منهجه الفكري والفلسفي.

وفاته

بعد حياة مليئة بالعطاء والإصلاح، اختتم الشيخ عبد الحليم محمود حياته بزيارة للأراضي المقدسة. وفي صبيحة يوم الثلاثاء، الموافق 15 ذو القعدة 1397 هـ / 17 أكتوبر 1977م، انتقل إلى رحمة الله عقب عملية جراحية. رحم الله الإمام عبد الحليم محمود، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.

اقرأ أيضاً: