-

بعد 18 عاما من الإغلاق.. الحياة تعود إلى المتحف

(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

كتب- محمود الطوخي:

تصوير- حازم جودة:

افتتح الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء المتحف الروماني بالإسكندرية أمس الأربعاء، ليعيده إلى واجهة المزارات السياحية في عروس البحر المتوسط بعد نحو 18 عاما من الإغلاق بهدف الترميم، إذ عدّه: "صرحاً جديداً يضاف إلى خريطة السياحة المصرية، وإنجازاً ضمن خطة الدولة لإعادة إحياء المناطق والمقار الأثرية لجعلها مقاصد سياحية جاذبة".

يعود تاريخ إنشاء المتحف الروماني إلى عام 1891 بهدف الحفاظ على آثار مدينة الإسكندرية، وخصوصا مع تزايد الاكتشافات الأثرية بالمدينة منذ عام 1878، الأمر الذي ولّد فكرة بناء متحف يحافظ على الإرث الحضاري للأسكندرية، ليتم بعدها إسناد مهمة الإنشاء إلى كل من المهندسين الألماني ديتريش والهولندي ليون ستينون، اللذين صمماه على الطراز اليوناني.

وبعد 4 أعوام من الإنشاءات افتتحه الخديوي عباس حلمي الثاني في عام 1895، بعدد 11 قاعة عرض حتى تزايدت ووصل عددها 25 قاعة مع تزايد الاكتشافات الأثرية بالمدينة الساحلية، ويدرج بعد ذلك على قائمة الآثار الإسلامية والقبطية في عام 1983.

ويضم المتحف في صالات العرض قطعاً أثرية يعود تاريخها لحقب وحضارات مختلفة، كبعض القطع التي تعود إلى العصر الروماني وأخرى فرعونية إلى جانب مقبرتين عُثر عليهما بمنطقة سوق الورديان، تنتمي إحداهما إلى العصر البطلمي وأخرى للعصر الروماني تعرضان حاليا بالحديقة المركزية للمتحف.

وفي عام 2005 أُغلق المتحف بهدف ترميمه، لكن عمليات الترميم بدأت فعليا في عام 2009 قبل أن تتعطل لعدم توفر الاعتمادات المالية اللازمة في 2011، وتُستأنف من جديد عام 2018 حتى الانتهاء منها وافتتاحه أمس الأول الأربعاء بحضور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، ومصطفى وزيري أمين عام المجلس الأعلى للآثار، يقول مدبولي عن أعمال الترميم: "جاءت بهدف تعزيز الرسالة العلمية والثقافية التنويرية لهذا الصرح الأثري، الذي يُعد واحداً من أهم وأعظم متاحف حوض البحر المتوسط بأسرها".

ويتكون المتحف من 27 قاعة عرض تضم 10 آلاف قطعة أثرية، تعرض بتسلسل زمني وفقا للحقبة التاريخية التي تنتمي إليها، بداية من عصر ماقبل الإسكندر الأكبر وحتى العصر البيزنطي، أشهرها رأس الإسكندر الأكبر التي تحمل ملامحه التقليدية.

ومن أهم تلك القاعات قاعة الإسكندر الأكبر، وقاعة أباطرة القرن الذهبي، وقاعة الفلاسفة، وقاعة كليوباترا ومارك أنطونيوس، وقاعة النشاط الصناعي والتجاري في العصر الروماني، وفاترينات العُملات وتماثيل الفن السكندري، والتوابيت الرخامية، وقاعة المستنسخات الجبسية التي تضم نسخا لأبرز المنحوتات الفنية العالمية، إلى جانب حديقة "الباثيو" بمساحة 724 مترا مربعا، بالإضافة إلى مخازن للآثار ومعامل للترميم.

وارتكزت فكرة ترميم المتحف الذي يعد ثاني أقدم المتاحف المصرية على تنوع المعروضات؛ لتغطي فترات مختلفة من تاريخ مصر عموما والإسكندرية تحديدا، مع استحداث أقسام جديدة تظهر المزج الفكري بين الحضارات المصرية القديمة واليونانية والبيزنطية والرومانية، بحسب الدكتور مصطفى وزيري، أمين عام المجلس الأعلى للآثار.