بعد فوز أحزاب اليسار.. هل تتغير سياسة فرنسا
كتبت- سهر عبدالرحيم
منذ اليوم الأول من شن إسرائيل عدوانها الغاشم على قطاع غزة، حظيت بدعم مطلق من قِبل أحزاب اليمين المتطرف في دول أوروبا، بزعم أن من حقها "الدفاع عن نفسها"، لكن مع فوز الأحزاب اليسارية في الانتخابات البرلمانية بفرنسا والمملكة المتحدة، تغير المشهد.
وجاء انتصار الأحزاب اليسارية في الانتخابات البرلمانية الفرنسية والبريطانية، بمثابة صدمة وصفعة لإسرائيل، خاصة بعد إعلان تلك الأحزاب مساندة القضية الفلسطينية، وعزمهم الاعتراف بدولة فلسطينية.
فوز الجبهة الشعبية الجديدة
خلال الأشهر الماضية، عاشت فرنسا موجة من الاحتجاجات، الداعمة للشعب الفلسطيني والمطالبة بإنهاء حرب غزة، لتأتي الانتخابات البرلمانية، لتكون بارقة أمل وبمثابة خطوة تجاه تغيير سياسة البلاد في التعامل مع القضية الفلسطينية.
وفاز ائتلاف اليسار تحت راية الجبهة الشعبية الجديدة، التي جمعت بين الاشتراكيين والشيوعيين وعلماء البيئة (حزب الخضر) وحزب فرنسا الأبية، وتشكلت بعدما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإجراء انتخابات تشريعية مبكرة في 9 يونيو الماضي.
حزب فرنسا الأبية الذي فاز بالمركز الأول، أعلن عزمه الاعتراف بالدولة الفلسطينية، إذ قالت رئيسة الكتلة النيابية للحزب ماتيلد بانو،"خلال الأسبوعين المقبلين سنعترف بدولة فلسطين رسميًا".
كما انتقد الحزب، إسرائيل بسبب عدوانها على قطاع غزة، الأمر الذي دفع الحكومة الفرنسية، لاتهام "فرنسا الأبية"، بأن خطابه يؤدي إلى زيادة في الأعمال المعادية للسامية في البلاد.
ولم يقتصر الأمر على الانتقاد، بل يسعى الحزب إلى فرض حظر على تصدير الأسلحة وفرض عقوبات على إسرائيل والاعتراف بدولة فلسطينية، فعلى عكس أحزاب يسارية أخرى فإن "فرنسا الأبية" يمتنع عن وصف "حماس" بأنها جماعة إرهابية.
ويتمتع هذا الحزب بتأييد 44 % من الناخبين المسلمين في فرنسا، مقارنة بحجم تأييد يبلغ 8% بين مجمل الناخبين في البلاد
العمال البريطاني: "ملتزمون بالاعتراف بالدولة الفلسطينية"
جاءت الانتخابات البريطانية، التي تمت في شهر يوليو الجاري، وفاز فيها حزب العمال، لتساند الشعب الفلسطيني خلال معاناته في حرب غزة، على عكس التوجهات السابقة للحزب.
وقال حزب العمال إنه ملتزم بالاعتراف بالدولة الفلسطينية "كمساهمة في عملية السلام المتجددة التي تؤدي إلى حل الدولتين"، لكنه لم يحدد أي جدول زمني للقيام بذلك.
وتشمل الالتزامات الأخرى، التي تعهد بها الحزب، الضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار في الحرب بين إسرائيل و حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، والإفراج عن جميع الأسرى وزيادة كمية المساعدات الإنسانية التي تصل إلى قطاع غزة.
وأجرى رئيس الوزراء البريطاني وزعيم حزب العمال، كير ستارمر، محادثات هاتفية مع كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وفي حديثه مع عباس، جدد ستارمر الدعوة لوقف إطلاق النار في غزة، مؤكدًا أن الاعتراف بالدولة هو "حق للفلسطينيين لا يمكن إنكاره".
بينما أوضح خلال حديثه مع نتنياهو، الحاجة "الواضحة والعاجلة" لوقف إطلاق النار فى غزة، مشيرًا إلى أنه " من المهم ضمان توافر الظروف طويلة المدى لحل الدولتين، بما فى ذلك ضمان أن السلطة الفلسطينية لديها الوسائل المالية للعمل بفعالية."
وكشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن "حكومة العمال الجديدة من المتوقع أن تتخلى عن محاولة تأخير توصل المحكمة الجنائية الدولية إلى قرار بشأن ما إذا كانت ستصدر مذكرة اعتقال بسبب جرائم الحرب فى قطاع غزة".