قرية العراقيب: حياة تحت الاحتلال
حياة قاسية في قرية العراقيب
تتحدث الأخبار عن أوضاع مأساوية يعيشها سكان غزة بعد سنوات من النزاع، لكن هناك مكان آخر في صحراء النقب في إسرائيل يعاني منذ عقود. تلك هي قرية العراقيب، التي وصفها أحد سكانها بأنها تعيش في ظروف صعبة للغاية: لا ماء، ولا كهرباء، ولا بنية تحتية، ولا خدمات تعليمية أو صحية. هذه القرية التي تتكون اليوم من 22 عائلة، يعيش فيها حوالي 87 شخصاً، حالها يعكس مأساة مستمرة.
الدم الفاسد الحلقة 7
تاريخ مؤلم
قبل أكثر من عقد من الزمن، كان عدد سكان العراقيب يتجاوز 400 نسمة، لكن بعد سلسلة من عمليات الهدم التي نفذتها السلطات الإسرائيلية منذ عام 2010، انخفض عدد السكان بشكل كبير. يحكي المؤرخون أن هذه القرية شهدت تراجعاً مستمراً منذ النكبة عام 1948، عندما تعرضت لعمليات تهجير قسري وحكم عسكري.
الواقع اليوم
يعيش بعض السكان في سيارات متنقلة، بينما يضطر آخرون لبناء خيام وبيوت من أبسط المواد مثل الخشب وقماش النايلون. تحذر منظمات حقوق الإنسان من أن التهديدات لا تزال قائمة، حيث يتعرض السكان للهدم والاعتقالات والمضايقات المستمرة.
"سميت ابنتي عراقيب"
تقع العراقيب في شمال صحراء النقب، وتعتبر منطقة استراتيجية بين الضفة الغربية وقطاع غزة، ورغم ذلك، فإنها محاطة ببلدات يهودية تفصل بينها وبين تلك المناطق. وقد اكتسبت القرية شهرة بسبب عمليات الهدم المستمرة، حتى أن السيدة صباح، زوجة أحد السكان، أطلقت اسم "عراقيب" على ابنتها لتوثيق تلك القضية.
ملكية تاريخية
تعود ملكية الأراضي في العراقيب إلى عشائر عربية تسكن المنطقة منذ مئات السنين. وقد أثبت المؤرخون أن هذه الأراضي كانت مزروعة ومملوكة بشكل قانوني قبل قيام دولة إسرائيل. لكن، السلطات الإسرائيلية سنت قوانين عنصرية لتتمكن من مصادرة هذه الأراضي.
أبعاد النزاع
تواصلت بي بي سي مع وزارة العدل الإسرائيلية للحصول على تعليق، لكن لم يصل أي رد حتى الآن. بينما يشير المؤرخون إلى أن القانون والسياسة الإسرائيلية لا تعترف بحق العودة للعرب إلى أراضيهم السابقة.
تاريخ الهدم والمجازر
شهدت القرية مجزرة عام 1948، عندما قُتل 14 شخصاً من أهلها. ورغم الاعتراف بالمسؤولين عن تلك المجزرة، إلا أن السلطات الإسرائيلية لم تعترف بها رسمياً. هذه الأحداث المؤلمة تركت أثراً عميقاً في نفوس السكان، الذين لا يزالون يتذكرون تلك اللحظات الحزينة.
نزاع قانوني
على مر العقود، شهدت العراقيب العديد من النزاعات القانونية، حيث حاول السكان العودة إلى أراضيهم، لكن القوانين الإسرائيلية كانت دائماً في صف الدولة. يحكي عزيز صياح، أحد السكان، عن التحايل الذي تم استخدامه لمصادرة الأراضي، حيث كانت القوانين تصدر في غفلة من أصحاب الأرض.
الصمود والتحدي
رغم كل الظروف القاسية، يواصل سكان العراقيب التحدي والصمود. يصرون على أن الأرض هي ملكهم، ويدعون إلى الاعتراف بحقوقهم. كما يشير الحقوقيون إلى أن القانون الدولي قد يكون الأمل الوحيد لتحقيق العدالة.
الختام
تبقى قرية العراقيب شاهدة على قسوة الاحتلال والتمييز. ولكن، بالرغم من كل ذلك، يتمسك السكان بحقهم في العودة، ويأملون في غدٍ أفضل، حيث يعيشون بكرامة في أرضهم التي يحلمون بها منذ عقود.