قمة ألاسكا وتأثيرها على الحرب في أوكرانيا
كتبت- سهر عبد الرحيم:
حظيت قمة ألاسكا التي جمعت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين باهتمام عالمي واسع، حيث اعتبرها العديد من القادة الأوروبيين خطوة قد تفتح الأبواب نحو اتفاق ينهي الحرب المستمرة في أوكرانيا، والتي تواصلت لأكثر من ثلاث سنوات. ورغم أن القمة لم تؤدِّ إلى اتفاق واضح لوقف القتال، إلا أن ترامب وبوتين وصفا محادثاتهما بأنها كانت "مثمرة"، مما أثار تساؤلات حول إمكانية أن يكون هذا اللقاء بداية لوقف إطلاق النار، خاصة قبل الزيارة المرتقبة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن.
رؤية سياسية من قمة ألاسكا
في هذا السياق، يرى الدكتور رامي أبو شمسية، عضو حزب "البتريوت" الأوكراني، أن قمة ألاسكا تمثل انتصاراً سياسياً لروسيا، حيث تمكن الرئيس بوتين من كسب المزيد من الوقت لتفادي فرض العقوبات الأمريكية على الدول التي تستورد النفط الروسي. وهذا الوضع يعكس حالة من "النشوة" السياسية لموسكو.
ويشير أبو شمسية خلال حديثه إلى أن القمة لم تسفر عن نتائج ملموسة تتعلق بالحرب في أوكرانيا. ويعتبر أن الهدف الأساسي منها كان دفع كييف للتنازل عن أراضٍ لصالح موسكو، وهو ما ترفضه أوكرانيا بشكل قاطع، مما يزيد من تعقيد الأزمة القائمة.
هل نشهد وقف إطلاق النار قريبًا؟
يوضح أبو شمسية أنه لا توجد فرص حقيقية حالياً لوقف إطلاق النار، مشيراً إلى غياب أي مؤشرات إيجابية، خصوصاً أن روسيا لديها خطة واضحة للسيطرة على مزيد من الأراضي الأوكرانية خلال فصل الصيف.
كما يذكر عضو حزب "البتريوت" أن الحديث يشير إلى إمكانية التوصل إلى هدنة جوية، بمعنى وقف القصف المتبادل من الجو، وهو ما لا يخدم مصلحة أوكرانيا، حيث تمتلك قدرة متكافئة مع روسيا في مجال الطائرات المسيّرة والوصول إلى العمق الروسي.
ويضيف أن أوكرانيا تطالب بوقف شامل لإطلاق النار برًا وبحرًا وجوًا، بالإضافة إلى انسحاب القوات الروسية من الأراضي التي تحتلها. ويعتقد أنه يمكن تأجيل مسألة "تبادل الأراضي" إلى وقتٍ لاحق، لكن الأولوية الآن تكمن في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وهو ما ترفضه موسكو التي تواصل القتال وتسعى لإطالة أمد المفاوضات.
لقاء ترامب وزيلينسكي
يقول الدكتور رامي أبو شمسية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيحاول الضغط على نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارته إلى واشنطن يوم الاثنين المقبل، بخصوص التنازل عن الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا.
ويشير أبو شمسية إلى أن ترامب قد يطرح فكرة "السلام مقابل الأرض" كحل لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات. وهذا الوضع يضع أوكرانيا في موقف ضعف، حيث تأمل كييف أن يتمكن حلفاؤها الأوروبيون من إقناع الرئيس الأمريكي بفرض عقوبات على روسيا، التي تمتلك ما يكفي من القدرات العسكرية والبشرية لإطالة أمد الحرب، وأيضاً بالانسحاب من الأراضي التي تحتلها.
وأعلن الرئيسان الأمريكي والأوكراني اليوم السبت عن اجتماع مرتقب يوم الاثنين في العاصمة الأمريكية واشنطن بينهما لبحث سبل إنهاء الحرب بين كييف وموسكو، وذلك عقب قمة ألاسكا.
السعادة العائلية الحلقة 9