علي جمعة يوضح مواطن استجابة الدعاء: ادع ربك بما
كـتب- علي شبل:
كشف الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، عن أوقات وأماكن استجابة الدعاء، مؤكدا أن من صفات الدعاء المستجاب الإلحاح.
ونصح جمعة حتى يستجيب الله الدعاء: لحّ على ربك؛ فإن ربك كريم، ابكِ بين يديه، اغسل نفسك من ذنوبك وقصورك وتقصيرك، تواضع لربك حتى يرفع من شأنك، الدعاء له شروط، وله أوقات، وله طريقة في الكلام مع الله، علمنا إياها رسول الله ﷺ.
وأضاف الدكتور علي جمعة، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أن النبي ﷺ أرشدنا إلى وقت السحر قبل الفجر في ثلث الليل الأخير، وقال: «ينزل ربنا إلى السماء الدنيا» يعني ينزل أمره سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا «في ثلث الليل الأخير، فيقول: هل من سائلٍ فأُعْطِيْه، هل من مستغفرٍ فأغفِرُ له» هكذا بالضم في البخاري، يجوز أن تقول فأُعْطِيَه، فأغفِرَ له، ورواية البخاري فأُعْطِيْه، فأغفِرُ له، ومعنى الضم أن الفاء هنا للعطف، ومعنى الفتح أنها للسببية، وكلاهما صحيح، أما فأُعْطِيْه، "فأغفِرُ له" معناها أن ذلك بفضل الله لا من دعائك ولا من غيره، الدعاء مردودٌ لك يُكرّمك عند الله فقط، والذي وفقك للدعاء، والذي استجاب الدعاء هو الله رب العالمين، لا إله إلا هو، ولا نعبد إلا إياه، فاختيار البخاري رواية الرفع عن النصب فيها فقه وعقيدة "فأُعْطِيْه، فأغفِرُ له" يعني وأُعْطِيْه وأغفِرُ له؛ فكله من عند الله.
وأرشدنا ﷺ إلى وقت نزول المطر، وكان يحب أن يدعو ربه عند نزول هذه النعمة؛ لأن المطر يُسمى في لغة العرب حياة، ويُسمى في لغة العرب سماء، انظر إلى دلالات الألفاظ؛ فالله يُنزل عليك الحياة، وحينئذٍ فهو راضٍ عنك؛ فسيدنا رسول الله ﷺ يلفت نظرك إلى تلك اللفتات الكونية، ويقول: «إنه حديث عهدٍ بربه» نعم فإن الله قد أمر توًا بالنزول؛ فلما أمر بالنزول كان هناك خطاب إلهي وأمر إلهي لهذه القطرات من الماء أن تنزل لتحيي الأرض بعد موتها؛ فكانت حديثة عهدٍ بربها؛ إذًا فالله في حالة رضا عنا فننتهز هذا الرضا، ومن دعاء الصالحين (اللهم انقلنا من دائرة غضبك إلى دائرة رضاك، اللهم انظر إلينا بعين الرحمة)، علمنا كيف ومتى نخاطب ربنا سبحانه وتعالى.
ولفت فضيلة المفتي السابق إلى أنه يروى عن الحجاج بن يوسفٍ الثقفي وكان جبارًا في الأرض سفاكًا للدماء ؛ والله لا يحب سفك الدماء، ولا يحب التجبّر في الأرض، لكن هذا الرجل وفّقه الله من ناحيةٍ أخرى أن يُتم القرآن كل أسبوع فسبّع القرآن، فكان يقرأ القرآن مرة كل أسبوع، أربع مرات في الشهر، وفّقه الله في هذا، لكنه جبّار سفّاك للدماء، حتى تحدّث الناس أن الله لا يغفر للحجاج؛ فسمع بهذا فناجى ربه، وكأنه يعرف كيف يكلم ربه فقال: (يا رب إن الناس يقولون: إنك لا تغفر للحجاج، اللهم اغفر لي) انظر كيف يخاطب ربه، إنه لا ييأس من رحمة الله، ولا يستعظم ذنبًا في قِبالة غفران الله، ويطلب من الله سبحانه وتعالى بعد ما فعل في المسلمين أن يغفر له، والله كريم، (يا رب إن الناس يقولون: إنك لا تغفر للحجاج ،اللهم اغفر لي) كأنه يتوسل إلى ربه ضد الناس، والله غفورٌ رحيم. فإذا كان هذا شأن الحجاج؛ فما بالك وأنت لم تسفك دمًا، فهيا بنا نعود إلى الدعاء.
وأرشدنا ﷺ أن الدعاء مستجاب عند الملتزم، وفي بيوت الله، وفي دبر كل صلاة ، وأثناء السجود، وقال: «أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد، فالتمسوا في سجودكم الدعاء فقمنٌ أن يستجاب لكم».
واكد فضيلة المفتي السابق أن من الدعاء المستجاب أن تبدأه بالصلاة على سيدنا النبي ﷺ ، وتنهيه بها، فادع ربك بما تجده في قلبك.
اقرأ أيضا: