قصة حب خالدة في قرية الشرقية
قصة حب خالدة في قرية الشرقية
الشرقية - ياسمين عزت
حب أبدي رغم الفراق
في قرية صغيرة في محافظة الشرقية، عاشت حياة ملؤها الحب والمودة زوجان لم يفترقا عن بعضهما البعض طوال أكثر من نصف قرن. كانت حياتهم بسيطة، ولكنها مليئة باللحظات الجميلة التي لا تُنسى. ولشدة ارتباطهما، لم تستطع الزوجة تحمل فكرة العيش بدون رفيقها، فقررت أن تلحق به بعد أيام قليلة من وفاته. أصبحت قصتهما المؤثرة حديث القرى المجاورة، حيث تذكّر الناس وفاءهما وحبهما الذي استمر حتى بعد الموت.
مشهد جنائزي مهيب
شهدت قرية الجديدة التابعة لمركز منيا القمح جنازتي الزوجين المسنين في الأسبوع ذاته. كان المشهد مؤثراً للغاية، حيث تجمع أهل القرية لتوديع الزوجين اللذين عاشا معاً في السراء والضراء. انطلقت التعليقات تتحدث عن قوة الحب والوفاء، إذ قال البعض: "الوفاء والحب جمعهما في الدنيا، ونسأل الله أن يجمعهما في الجنة".
أحمد عبد الله بلّح: حفيد الحب والوفاء
تحدث الشاب أحمد عبد الله بلّح، حفيد الزوجين، عن جده الشيخ صالح بلّح الذي قضى 84 عاماً في خدمة الناس كإمام وخطيب مسجد في القاهرة. قال أحمد: "جدي لم يتخلف عن صلاة الفجر أبداً". توفي الجد يوم الثلاثاء، وتبعته جدته بعد أسبوع بنفس اليوم، وهو ما أثار دهشة الجميع.
المدينة البعيدة مترجم الحلقة 14
عشرة طيبة وذكريات لا تُنسى
روى أحمد كيف كان جده محبوباً بين أهل القرية، حيث كان دائماً يسعى لمساعدة الآخرين. كان جده من أهل القرآن، وقد تعلمه من والده ومن عمّه الفقيه الذي كان يعلّم القرآن في دولة الكويت. وعاش مع جدته "عواطف السواح"، التي أنجبت له فتاة وأربعة أبناء، وأحفاد كثر.
قيم الحب والاحترام
كان جده يؤكد دائماً أهمية البر بالزوجة، رغم تقدمه في العمر. وقد استمر في خدمة جدته حتى آخر أيامه، مُعلماً أحفاده قيمة الاحترام والمحبة بين الأزواج. كان يوصيهم دائماً بالحفاظ على الروابط الأسرية والاجتماعية.
تحضيرات سابقة للرحيل
قبل وفاة الجد بيومين، طلبت الجدة تجهيز "الجلابية السوداء"، مشيرة إلى أنها وزوجها سيذهبان في "مشوار". وبالفعل، توفي الزوج، وتبعته الزوجة في نفس اليوم من الأسبوع التالي، لتبقى قصتهما مثار حديث أهل القرية.
خاتمة
تجسد قصة هذا الزوجين معنى الحب الحقيقي والوفاء، حيث أظهرا كيف أن الحب يمكن أن يبقى حياً حتى في أوقات الفراق. هذه القصة ليست مجرد حكاية، بل هي درس في الإنسانية، يذكرنا بأهمية الروابط التي تجمعنا بأحبائنا.