علاج مبتكر لسرطان البنكرياس يكافح المرض
اكتشاف علاج جديد لسرطان البنكرياس
في إنجاز علمي بارز، أعلن فريق بحثي من جامعة نورث وسترن في شيكاغو عن تطوير علاج مبتكر يعتمد على الأجسام المضادة، والذي قد يساعد جهاز المناعة على التعرف على خلايا سرطان البنكرياس واستهدافها. يُعتبر هذا الخبر بمثابة بصيص أمل في مواجهة أحد أكثر أنواع السرطان فتكا.
سرطان البنكرياس: التحديات الحالية
سرطان البنكرياس يُعرف بأنه من أخطر أنواع السرطان، حيث يتم اكتشافه غالباً في مراحل متقدمة بسبب عدم وجود أعراض مبكرة. يقع هذا النوع من السرطان في عمق الجسم، مما يصعب عملية الكشف المبكر عنه. تشير الإحصائيات إلى أن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات لا يتجاوز 13%، كما أن سرطان البنكرياس لا يستجيب عادة للعلاجات المناعية التقليدية بسبب افتقاره إلى أهداف مناعية واضحة.
آلية عمل الخلايا السرطانية
أوضح الفريق البحثي أن خلايا سرطان البنكرياس تستخدم ما يُعرف بـ"تمويه سكري"، حيث تغلف نفسها بجزيء يُدعى حمض السياليك، مما يخدع جهاز المناعة ويجعله يعتقد أن هذه الخلايا سليمة، وبالتالي يمنع الجسم من مهاجمتها.
خطوات نحو العلاج الفعال
حسب تصريحات الدكتور محمد عبد المحسن، أستاذ الطب المشارك بكلية فاينبرج للطب، فإن "مجرد سكر واحد يمكن أن يخدع جهاز المناعة بهذه القوة". وأكد أن تعطيل هذا الجزيء قد يعيد تنشيط الخلايا المناعية لمهاجمة الورم كما ينبغي، مما يفتح آفاقاً جديدة أمام الأبحاث المستقبلية.
نتائج التجارب على الحيوانات
أظهرت التجارب التي أُجريت على الفئران أن العلاج الجديد ساعد في إيقاظ خلايا المناعة وأبطأ نمو الأورام. كانت الأورام تتطور بشكل أبطأ لدى الفئران التي تلقت العلاج بالمقارنة مع المجموعات الأخرى. ومع ذلك، يؤكد الباحثون أن هذه النتائج تمثل خطوة أولية واعدة، ولا تزال بحاجة إلى تأكيد من خلال دراسات سريرية على البشر.
غرفة لشخصين الحلقة 9
التوجه المستقبلي للعلاج
يأمل الفريق في استخدام العلاج الجديد بالاشتراك مع العلاجات الكيميائية والعلاجات المناعية الأخرى، وليس كبديل لها. حاليًا، يتم التعاون مع مركز روبرت لوري الشامل للسرطان لتحديد الخطوات التالية نحو إجراء التجارب البشرية.
التوقعات المستقبلية
يشير عبد المحسن إلى أن النتائج "تفتح باباً جديداً لاستهداف المناعة في سرطان البنكرياس". ومن المتوقع أن تبدأ التجارب السريرية قريباً، مع إمكانية توفر العلاج للمرضى في غضون خمس سنوات إذا أثبت نجاحه.
التحديات والقيود الحالية
ومع ذلك، لا يزال الباحثون يؤكدون أن الدراسة محدودة، حيث أُجريت جميع الاختبارات على الحيوانات حتى الآن، ولا توجد بيانات بشرية حتى اللحظة. كما أن سلامة العلاج والجرعات المثالية لا تزال قيد الدراسة.
أهمية التمويل والدعم المستمر
وصفت الدكتورة هيلويزا سواريز من جامعة يوتا، التي لم تشارك في البحث، النتائج بأنها "خطوة واعدة لكنها تحتاج إلى تمويل مستمر وتجارب سريرية لتتحول إلى علاج فعلي". وقد تم تمويل الدراسة جزئياً من المعاهد الوطنية للصحة الأمريكية (NIH)، مما يعكس الجهود المبذولة لدعم تطوير علاجات مناعية مبتكرة ضد الأورام المقاومة للعلاج التقليدي.