-

تحرك رسمي وانهيار السوق السوداء.. كيف تراجعت

(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

كتب- محمود الطوخي

تراجع كبير شهدته أسعار السجائر، مساء أمس الخميس، في محلات شارع باب البحر بوسط البلد لأول مرة منذ بداية الأزمة في يونيو الماضي، ليبدأ التجار، مساء أمس، البيع بالأسعار الرسمية للأنواع المحلية (24 جنيها للعلبة الكليوباترا) بالأسعار المقررة من قبل الشركة الشرقية للدخان، الأمر الذي استقدم أعدادا غفيرة من الزبائن احتشدت أمام محال الجملة في صفوف امتدت لعشرات الأمتار داخل الشارع.

تدافعات وقع على إثرها كثير من المشادات والتلاسنات بين الرواد بعدما بلغ الانخفاض في أسعار السجائر المحلية أكثر من 300 جنيه، الأمر الذي تطلب تواجد قوات الأمن لتنظيم عملية البيع: يقول محمد عبد المجيد أحد الزبائن: "وقعت اشتباكات خلال الساعات الماضية وهو ما دفع صاحب المحل إلى إغلاق الأبواب الحديدية، ووقف عمليات البيع مؤقتا".

على مدار الشهرين الماضيين ظلت السجائر محط أنظار نحو 18 مليون مدخن وفق تقديرات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، بعدما بلغت أسعارها أرقاما قياسية وصلت لنحو ثلاثة أضعاف ثمنها الرسمي، فوصلت أسعار الأصناف المحلية مثل (الكليوباترا والبوكس والسوبر) إلى 600 جنيه للخرطوشة، 60 جنيها للعلبة الواحدة.

بين تلك الصفوف الممتدة وقف عبد المجيد متشبثا بحلقة حديدية مثبتة في جدار إلى يمينه لأكثر من ساعة، إذ قدم من منطقة فيصل في الساعة الـ 3 عصرا: "جئت إلى هنا عندما علمت بالخبر من أحد أصدقائي؛ لكي اشترى خرطوشة سجائر أو اثنتين من نوع كليوباترا بعدما قرروا البيع بأسعار الشركة".

الإجراءات التي اتخذها بعض التجار بالشارع تسمح للزبائن بشراء "خرطوشة" واحدة من كل صنف من السجائر، كما حدد سعر الواحدة من كليوباترا والأنواع المحلية بـ 240 جنيها بما يعادل 24 جنيها للعلبة الواحدة، وهو السعر الرسمي الذي أقرّته الشركة الشرقية للدخان، بحسب أحد التجار (امتنع عن ذكر اسمه): "كثير من الزبائن اشترى خرطوشة من كل نوع للاستخدام الشخصي؛ لأنه في هذه الحالة يكون ثمن السجائر المستوردة أرخص حتى من أسعار المحلية الحالية في الأسواق".

الخوف من حملات تفتيش محتملة للمخازن هو ما دفع كبار التجار داخل السوق إلى تقديم هذه العروض للتخلص من بعض الكميات المخزنة لديهم، يقول التاجر: "هذا العرض سينتهي غدا على الأرجح بعدما يكون التجار قد تخلصوا من الكميات المخزنة لديهم والتي قد تعرضهم للمساءلة القانونية".

وأعلنت وزارة الداخلية، في بيان لها أول أمس الأربعاء، أن حملات الإدارة العامة لشرطة التموين والتجارة المكثفة للتصدي لجشع التجار الذين يقومون بحجب السجائر أسفرت خلال شهر يوليو الماضي عن ضبط 3465 قضية سجائر بإجمالي مضبوطات نحو 995 ألف عبوة سجائر.

الإجراءات المتخذة من قبل تجار باب البحر بوادر حل للأزمة، بحسب أحد التجار، كانت نتيجة لقرار أعلن عنه هاني أمان الرئيس التنفيذي للشركة الشرقية للدخان، بضخ نحو 8 ملايين علبة سجائر يوميا في الأسواق، بدءًا من الأسبوع المقبل، بعدما واجهت الشركة مشكلات في توريد المواد الخام خلال الفترة الماضية وفق تصريحاته التي أشار فيها إلى انتهاء الأزمة الراهنة بحلول العام المقبل.

اقتنص عبدالمجيد قبل أن يعود إلى بيته خرطوشة كاملة بالسعر الرسمي، وتمكن من توفير نحو 340 جنيها بأسعارها في الأسواق، لكنه بيّت نيته على العودة غدا، لشراء واحدة أخرى؛ تحسبا لارتفاع أسعارها مجددا لما كانت عليه الأمس الأول في الشارع نفسه.

شارع باب البحر يعتبر سوق الجملة الأشهر لبيع السجائر في مصر، ويتردد عليه تجار التجزئة يوميا، ويتوقع أن ينتقل انخفاض الأسعار الذي شهدته أسعار السجائر بالشارع الأشهر إلى محال التجزئة خلال يومين أو ثلاث بحسب أحد التجار بالشارع.

ويرجع التاجر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، السبب في انخفاض السعر قبل الموعد الذي حددته الشركة -خلال الأسبوع القادم- إلى حملات التفتيش التي داهمت محال التجار خلال يومي الأربعاء والخميس الماضيين؛ مما دفع العديد من التجار إلى التخلص من الكميات الموجودة لديهم بالمخازن.

ويتوقف استمرار البيع بالأسعار التي أعلنت -مساء أمس الخميس- بشارع باب البحر، بحسب التاجر على الكميات التي سيتم ضخها من الشركة إلى الأسواق وانتظام عملية التوزيع يوميا.