كارت مفتوح ورفض مكسوف.. كيف غيرت أمريكا
كتب- محمود عبدالرحمن
أثار إعلان الاحتلال الإسرائيلي توسيع عملياته العسكرية لتشمل رفح آخر المناطق الآمنة، حالة من القلق الدولي، لتنهال التصريحات الرافضة لتلك العملية التي تنذر حالة القيام بها بكارثة إنسانية، وتهديد لأرواح مئات الآلاف من النازحين، من بين تلك الأصوات الولايات المتحدة الأمريكية التي أعلنت عدم دعم تلك العملية دون خطة في البداية.
وادعى مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بأن توسيع العمليات العسكرية من شمال ووسط غزة إلى جنوب القطاع "رفح" بسبب تحقيق هدف الحرب بالقضاء على مقاتلي حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، التي تمتلك 4 كتائب بالمنطقة الجنوبية، وفق مزاعم نتنياهو الذي أبلغ مجلس الحرب ضرورة إكمال العملية البرية بحلول بداية شهر رمضان.
وقالت الخارجية الأمريكية، إن واشنطن لن تدعم عملية عسكرية إسرائيلية في رفح - يقطن بها 1.4 مليون من الفلسطينيين النازحين- دون تخطيط، موضحة أن إجراء مثل هذه العملية دون دراسة سيكون بمثابة كارثة.
الأمر الذي أكده الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأن عملية عسكرية في رفح لا ينبغي أن تتم من دون خطة ذات مصداقية وقابلة للتنفيذ لضمان الأمن والدعم للنازحين، إذ قال خلال اتصال هاتفي مع نتنياهو: "إن العملية العسكرية في رفح لا ينبغي أن تستمر دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ لحماية ودعم الفلسطينيين الذين يحتمون هناك"، حسبما ذكر البيت الأبيض في بيان.
ووفق شبكة "إن بي سي" الأمريكية، فإن واشنطن تخوفت من شن عملية عسكرية في رفح دون تخطيط، فقد أعرب مسؤولون أمريكيون عن معارضتهم العلنية لها، ما لم توفر إسرائيل ممرا آمنا للمدنيين الفلسطينيين.
ذلك الرفض المشروط تحول إلى دعم الاحتلال لتنفيذ عملية عسكرية في رفح، إذ قال ماثيو ميلر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، إن لإسرائيل الحق في تنفيذ عملية عسكرية مشروعة لاستهداف مقاتلي حماس، قبل أن يضيف أنه لا ينبغي أن يكون للضربات الإسرائيلية على رفح تأثير على مفاوضات الأسرى.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، أنه مسموح لإسرائيل بمهاجمة أهداف مشروعة وعليهم العمل من أجل خفض عدد الضحايا بين المدنيين، وذلك في الوقت الذي أعلنت فيه عدد من الدول والمنظمات الدولية رفضها لأي توغل بري في الجنوب، حافظا على حياة 1.4 مليون من الفلسطينيين النازحين.
وحذر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فيليب لازاريني، من أي عمل عسكري إسرائيلي كبير يستهدف رفح جنوبي غزة، ووصف الخطوة بأنها قد تؤدي إلى مزيد من الدمار بين المدنيين، مضيفًا خلال مؤتمر صحفي في القدس أن "أي عملية عسكرية واسعة النطاق بين هؤلاء السكان لن تؤدي إلا إلى تفاقم إضافي للمأساة التي لا نهاية لها".
"حماية المدنيين مستحيلة في أي هجوم بري"، بهذا يرى الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، العملية البرية في رفح، موضحا أننا نشعر بقلق بالغ بشأن مصير المدنيين في رفح، مشيرا إلى أن المدنيون بحاجة إلى الحماية و لا نريد أن نرى أي نزوح قسري.
وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن التقارير التي تتحدث عن هجوم عسكري إسرائيلي على رفح مثيرة للقلق وسيكون له عواقب كارثية، مؤكدًا أن الهجوم سوف تكون له عواقب كارثية تفاقم الوضع الإنساني وتؤدي لخسائر لا تطاق في صفوف المدنيين.
بينما يقول هشام مهنا، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة، إن استمرار الأعمال العدائية في المناطق المكتظة بالسكان والتي يوجد فيها مدنيون دون وجود ضمانات كافية للحياة البشرية يمكن أن يكون كارثيا.
وأضاف المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن رفح تمثل 20% من إجمالي مساحة قطاع غزة ويقطن بها أكثر من 1.5 مليون نازح منفصلين عن الخدمات الأساسية من المياه والصرف الصحي ويعيشون في خيام عشوائية أو خيام مؤقتة، موضحا أنه في حالة توسع الأعمال العدائية إلى رفح فأن ذلك لن يؤدي إلا إلى تقليص المساحة الإنسانية المحدودة بالفعل.