-

عائد بعد 57 عاماً: قصة فوزي الشهير

(اخر تعديل 2024-09-19 17:51:01 )
بواسطة

الإسكندرية - محمد بدري:

في لحظة مؤثرة للغاية، عبرت السيدة حياة محمد عبد المولى عن مشاعرها المتناقضة بعد أن استعادة جثمان شقيقها الشهيد فوزي، الذي كان يُعتقد أنه من المفقودين منذ عدوان عام 1967. كانت تلك اللحظة تعبيرًا عن الأمل الذي تجدد بعد سنوات طوال من الحزن والفقدان.
المتوحش 2 مترجم الحلقة 2

خلال لقاء خاص أجرته معها جريدة "" يوم الخميس، أظهرت السيدة حياة كيف أن العثور على رفات شقيقها بعد كل تلك السنوات كان بمثابة صدمة لها ولعائلتها، خاصة وأنهم قد فقدوا الأمل في عودته. قالت: "كنا نعيش في ظلام دون معرفة مصيره، والآن، عادت ذكرياته لتضيء حياتنا من جديد".

فوزي، الذي كان في الثانية والعشرين من عمره عند استشهاده في حرب 1967، ترك خلفه ذكريات جميلة لا تُنسى. وقد استذكرت حياة بعمق: "كان حنونًا للغاية، ولم يتوانَ عن مساعدتي في أي طلب، حتى في أصعب الأوقات". ومع كل كلمة، كانت الدموع تنهمر من عينيها، وهي تتحدث عن صفات أخيها الطيبة التي كانت محط حب الجميع.

العثور على الرفات بعد 57 عامًا

في يوليو 2024، وعلى إثر جهود فريق من إحدى المؤسسات المدنية، تم العثور على رفات الجندي المصري فوزي في منطقة الحسنة بوسط سيناء. بجانب الرفات، وُجدت أوراقه الرسمية وبعض متعلقاته الشخصية. وبعد رحلة مؤثرة، أُعيدت رفات الشهيد إلى أسرته التي انتظرت هذه اللحظة لسنوات طويلة.

تحديد هوية الشهيد

كان فوزي من بين الجنود الذين انسحبوا بشكل عشوائي بعد الهجوم الإسرائيلي على سيناء في 5 يونيو 1967. وفقًا للوثائق التي وُجدت معه، كانت بطاقة هويته في حالة ممتازة، مما ساعد في تحديد هويته. لكن ما زاد من تأثير هذه اللحظة هو الصورة التي احتفظ بها الشهيد بين متعلقاته، والتي كانت لأفراد أسرته. وقد أثار هذا الفضول لدى ابن شقيق الشهيد، الذي بدأ يتقصى الحقيقة بعدما رأى صورة والده ضمن مقتنيات فوزي على إحدى منصات التواصل الاجتماعي.

الإجراءات الرسمية واستلام الجثمان

بعد التواصل مع الجهات المعنية، تم إبلاغ ابن شقيق الشهيد بأن الجثمان موجود في مستشفى السويس العسكري. كما طُلِب من أحد أشقاء الشهيد إجراء تحليل DNA. وبعد شهر من الفحوصات، تطابقت النتائج مع الرفات، وتم إبلاغ الأسرة بضرورة استلام الجثمان لإجراء مراسم دفنه.

وقد أعرب ابن شقيق الشهيد عن امتنانه للجهات المعنية لتعاونها، ولتنظيم جنازة عسكرية تليق بشهيد مصر، قبل أن يُدفن في مقابر العائلة بالدخيلة. كانت تلك اللحظة تجسيدًا لسنوات من الألم، ولكنها أيضًا بداية جديدة تُعيد لهم الأمل، وتُذكرهم بأن الفقدان يمكن أن يتحول إلى ذكرى جميلة تعيش في قلوبهم إلى الأبد.