-

بشار الأسد يرفض لقاء أردوغان إلّا بشرط وحيد

(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

دمشق-(د ب أ)

جدد الرئيس السوري بشار الأسد رفضه لقاء نظيره التركي رجب طيب أردوغان، دون الإلتزام الأخير بسحب قواته من شمالي سوريا.

وقال الأسد في حوار بث اليوم الأربعاء، على قناة "سكاي نيوز عربية" "دون جدول أعمال ودون تحضير، لماذا نلتقي أنا وأردوغان، نحن نريد أن نصل لهدف واضح، هو الانسحاب من الأراضي السورية، بينما هدف أردوغان هو شرعنة وجود الاحتلال التركي في سوريا، فلذلك لا يمكن أن يتم اللقاء تحت شروط أردوغان وأن الإرهاب الموجود في سوريا هو صناعة تركية، جبهة النصرة أحرار الشام هي تسميات مختلفة لجهة واحدة كلها صناعة تركية وتموّل حتى هذه اللحظة من تركيا".

كان أردوغان قد صرح في الشهر الماضي إنه ليس "منغلقا" إزاء لقاء الرئيس بشار، مشددا أن ما يهم هو كيفية تعاطي دمشق مع مواقف أنقرة.

وأضاف : "للأسف الأسد يطالب بخروج تركيا من شمال سوريا، لا يمكن أن يحدث مثل هذا الشيء لأننا نكافح الإرهاب هناك".

وأكد الرئيس السوري تمسكه بالعلاقات مع حلفائه إيران وروسيا "العلاقة مع روسيا والعلاقة مع إيران أثبتت أن سوريا تعرف كيف تختار أصدقاءها بشكل صحيح، أما العلاقة مع الأتراك فهناك من سأل هل ذهبنا بعيداً؟ تركيا بلد جار، وكان من الطبيعي أن نسعى لتحسين العلاقة معها ولو أتت ظروف مختلفة في المستقبل بعد انسحاب تركيا من أجل تحسين العلاقات فمن الطبيعي أن نعود للسياسة نفسها، وهي أن تبني علاقات جيدة مع جيرانك، هذه مبادئ وليست سياسات عابرة".

وحول عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية قال الأسد "عودة سوريا إلى الجامعة العربية هل ستكون شكلية أم غيرها، هذا يعتمد على طبيعة العلاقات العربية–العربية هل تغيرت؟ لا أعتقد إنها تغيرت بالعمق، هناك بداية وعي لحجم المخاطر التي تؤثر علينا كدول عربية، لكنها لم تصل إلى مرحلة وضع الحلول، طالما أنه لا توجد حلول للمشاكل فإذاً العلاقة ستبقى شكلية".

وحول عودة اللاجئين في سوريا إلى بلادهم، قال الأسد "خلال السنوات الماضية عاد إلى سوريا أقل من نصف مليون لاجئ ولم يسجن أي شخص منهم، لماذا توقفت هذه العودة، توقفت بسبب واقع الأحوال المعيشية، فكيف يمكن للاجئ أن يعود دون ماء ولا كهرباء ولا مدارس لأبنائه ولا صحة للعلاج، هذه أساسيات الحياة هذا هو السبب، والتحدي الأبرز لعودة اللاجئين لوجستيا، البنى التحتية المدمرة نتيجة الإرهاب، وهذا ما يقوله معظم اللاجئين الذين نتواصل معهم، يرغبون بالعودة".

وتابع "الآن هناك حوار بيننا وبين عدد من الجهات في الأمم المتحدة المعنية بالجانب الإنساني، وبدأنا نناقش معهم بشكل عملي مشاريع العودة، وكيفية التمويل، وما هي متطلباتها بالتفاصيل، فهناك عمل بهذا الإطار".

ووصف الرئيس السوري علاقات بلاده مع الولايات المتحدة بأنها متقطعة منذ عقود "الحوارات مع واشنطن عمرها سنوات بشكل متقطع ولم يكن لدينا أمل حتى للحظة واحدة بأن الأمريكي سوف يتغير لأن الأمريكي يطلب ويطلب، يأخذ ويأخذ ولا يعطي شيئا هذه هي طبيعة العلاقة مع الأمريكيين منذ عام 1974، فلذلك لا يوجد لدينا أمل، لكن سياستنا في سوريا هي ألاّ نترك أي باب مغلقا".

واعتبر الاسد قانون قيصر "هو عقبة أمام تحسن الاقتصاد لا شك، ولكن تمكنا بعدة طرق من تجاوز هذا القانون، هو ليس العقبة الأكبر، العقبة الأكبر هي تدمير البنية التحتية من قبل الإرهابيين. العقبة الأكبر هي صورة الحرب في سوريا التي تمنع أي مستثمر من القدوم للتعامل مع السوق السورية، العقبة الأكبر أيضاً هي الزمن، بالاقتصاد تستطيع أن تضرب علاقات اقتصادية وتهدمها خلال أسابيع أو أشهر ولكنك بحاجة أيضاً لسنوات لاستعادتها".

وحول الأزمة الرئاسية في لبنان، أكد الأسد" طالما أننا لم نتدخل لحل الأزمة في لبنان فلا يمكن أن نتحدث عن دعم أي مرشح أو الوقوف ضد أي مرشح، لا يمكن لأي طرف خارجي لا سوريا ولا غير سوريا أن يساعد في حل الأزمة اللبنانية إن لم يكن هناك إرادة لدى اللبنانيين من أجل حل أزمتهم ".

وفي حديثه عن المعارضة السورية، قال الأسد "بالمختصر هي المعارضة المصنّعة محلياً لا المصنعة خارجياً، المصنعة محلياً يعني أن تمتلك قاعدة شعبية، وبرنامجاً وطنياً، ووعياً وطنياً. فكل المواصفات الأخرى مع الجهل لا تكفي".

ووصف الأسد موقف حركة حماس بأنها غدر "البعض من قادة حماس كان يقول إن سوريا طلبت منهم أن يقفوا معنا، كيف يقفون معنا، كيف يدافعون عن الدولة السورية، هم لا يوجد لديهم جيش وهم بضع عشرات في سوريا وهذا الكلام غير صحيح. الموقف نحن أعلناه بأكثر من مناسبة بأنه موقف غدر، ليس لأننا وقفنا معها، لكن لأنها كانت تدّعي المقاومة في ذلك الوقت، وأنا أتحدث عن القيادات، لا أتحدث عن كل حماس، فأنا لا أعرف كل حماس".