هل يمكن أن تتغير شخصيتك حقًا؟
الشخصية: ثابتة أم قابلة للتغيير؟
في دراسة مثيرة أجرتها الباحثة شانون زافالا، أستاذة مساعد علم النفس بجامعة كنتاكي، تم الكشف عن موضوع مثير للجدل: هل السمات الشخصية ثابتة منذ الولادة أم يمكن أن تتغير مع مرور الزمن؟ على الرغم من أن العديد من الأبحاث السابقة قد اعتبرت أن السمات الشخصية هي جزء لا يتجزأ من هوية الفرد، إلا أن الأبحاث الحديثة تشير إلى عكس ذلك.
التطور الشخصي عبر الزمن
تُظهر الدراسات الحديثة أن السمات الشخصية يمكن أن تتغير بمرور الوقت، وفقًا لموقع "ذا كونفيرسيشن". تقول زافالا: "الشخصية هي طريقة تفكير الشخص، شعوره، وسلوكه الفريد". وعلى الرغم من أن فكرة تغيير الشخصية قد تبدو كمنطقة شائكة، إلا أن الناس بالفعل يغيرون من طرق تفكيرهم ومشاعرهم وسلوكياتهم باستمرار.
الثبات مقابل التغيير
تتابع زافالا بالإشارة إلى أنه "إذا حافظت على هذه التغييرات في تفكيرك وعواطفك وسلوكياتك على مدى فترة من الزمن، فإن شخصيتك ستكون قد تغيرت بالفعل." وعادةً ما تتغير الشخصيات بشكل تدريجي على مدار حياة الفرد. وبمرور الوقت، يميل الأفراد إلى تجربة عدد أقل من المشاعر السلبية، ويصبحون أكثر تركيزًا وضميرًا، وأقل حكمًا على الآخرين.
لماذا يتغير بعض الأشخاص أكثر من غيرهم؟
تشير زافالا أيضًا إلى أن هناك تفاوتًا بين الأفراد؛ فبعض الناس يتغيرون بشكل كبير، بينما يظل آخرون على حالهم إلى حد كبير. ويبدو أن التغييرات الشخصية تعتمد على مجموعة من العوامل، بما في ذلك التجارب الحياتية والدعم الاجتماعي.
برغم القانون الحلقة 11
تسريع عملية التغيير الشخصي
الأبحاث أيضًا أكدت أنه من الممكن تسريع عملية تغيير الشخصية من خلال تنفيذ تعديلات مقصودة على التفكير والسلوك. قد يؤدي القيام بذلك إلى تغييرات ملحوظة في الشخصية في فترة أقل من 20 أسبوعًا، بدلاً من انتظار عقدين من الزمن!
تقنيات بسيطة للتغيير
الخبر الجيد هو أن هذه التقنيات السلوكية المعرفية بسيطة نسبيًا ولا تتطلب زيارة معالج نفسي. المكون الأول هو تغيير أنماط التفكير. لتطبيق ذلك، تحتاج إلى أن تكون واعيًا لأفكارك وتحديد ما إذا كانت تدفعك للتصرف بطرق معينة مرتبطة بسمات شخصيتك.
تحدي الأفكار السلبية
على سبيل المثال، إذا كنت تفكر في جملة مثل "الناس لا يهتمون إلا بأنفسهم"، فمن المحتمل أن تتبنى سلوكًا دفاعيًا عند التعامل مع الآخرين. بالمقابل، إذا كنت على دراية بميولك السلوكية، يمكنك اختبار استجابات جديدة لتحسين تفاعلاتك.
التفاعل الإيجابي مع الآخرين
إذا كنت تميل إلى السلوك الدفاعي، فقد يستجيب الآخرون بشكل سلبي، مما يعزز شعورك بعدم الثقة فيهم. ولكن إذا جربت التصرف بطريقة أكثر انفتاحًا، فقد تكتشف أن ذلك يغير الطريقة التي يتعامل بها الآخرون معك.
الخاتمة
إن رحلة التغيير الشخصي ليست سهلة، لكنها ممكنة. من خلال الوعي والتفاعل الإيجابي، يمكن لكل شخص أن يبدأ في تحسين شخصيته وتطوير ذاته بشكل ملحوظ.