"السرطان وخسارة اللقب مع بروسيا والجنسية"..
كتبت-هند عواد:
استعاد سيباستيان هالر لاعب بروسيا دورتموند، اللحظة التي انقلبت فيها جماهير ساحل العاج في ملعب الحسن واتارا عليه بعد الهزيمة 4-0 أمام غينيا الاستوائية في دور المجموعات لكأس الأمم الأفريقية 2023، حينها سمع هتاف وصراخ قائلين: "أنت عديم الفائدة، أنت لا تلعب حتى، أنت فقط تقوم بالإعلانات التجارية"، وقال هالر في تصريحات لصحيفة "ذا أثليتيك": "لقد شعرت بالموت قليلاً في الداخل."
وبعد ثلاثة أسابيع، وعلى نفس الملعب، سجل هالر هدف الفوز في مباراة نهائي كأس الأمم الإفريقية ضد نيجيريا ، وكان هذا بمثابة تعويض للاعب ومكافاة، لما حمله منذ تشخيصه بالإصابة بالسرطان، قبل 18 شهرا.
وروى هالر تفاصيل إصابته، قائلا: "خلال المعسكر التدريبي للموسم الجديد مع بروسيا في سويسرا، اشتكيت من ألم مزعج حول البطن، راجعت طبيبي عدة مرات وحاولنا أشياء مختلفة، لكن الأمر لم يختفي أبدًا، لقد أجريت فحصًا بالرنين المغناطيسي في اليوم التالي ووجدوا الورم، كانوا بحاجة للتحقق مما إذا كان خبيثا أو حميدا، لقد تحققنا بعد التدريب وفي غضون 30 ثانية، قال الطبيب: "أنت بحاجة إلى إجراء عملية جراحية ويمكننا البدء اليوم أو غدًا، قلت: حسنا ولكن ما هو بالضبط؟ ثم عرفت أنه سرطان، كلمة قوية وتخيف المجتمع".
وبحلول ديسمبر 2022، كان هالر تعافى تمامًا وتم السماح له باللعب مرة أخرى، ذهب إلى معسكر دورتموند التدريبي الشتوي في ماربيا وسجل ثلاثية في سبع دقائق خلال فوز ودي 6-0 على الفريق السويسري بازل، وعاد المهاجم للمنافسة وكان أول ظهور له مع دورتموند، في الفوز بنتيجة 4-3 على أوجسبورج، وأرتدى حينها زوجا من الأحذية تحمل عبارة "سرطان اللعنة".
في الأسابيع القليلة الأخيرة من موسم 2022-23، سجل هالر ثمانية أهداف في 10 مباريات ليقترب دورتموند من الفوز بلقب الدوري الألماني للمرة الأولى منذ عقد من الزمن، لكنهم تعادلوا 2-2 مع ماينز في المباراة الأخيرة من الموسم، وأهدر هالر ركلة جزاء، ليضيع اللقب الذي كان قريبا من "الجراد الأصفر".
وقال هالر عن هذه اللحظة: "لقد كانت أكبر خيبة أمل تعرضت لها في كرة القدم، كان تقبل المرض أصعب من قبول مرضي لأنه كان من الممكن أن يكون لي تأثير عليه، لم أكن مجرد ضحية بل ممثلاً، لقد كان مؤلما جدا".
وفيما يخص فوز هالر بكأس الأمم الإفريقية، نشأت والدة هالر في "جاجنوا"، التي تبعد 145 ميلاً عن أبيدجان، العاصمة الاقتصادية لساحل العاج، وانتقلت إلى فرنسا عندما كانت في الثامنة عشر من عمرها حيث التقت بولد هالر بالقرب من باريس، ومثل هالر منتخب فرنسا في فئات عمرية متعددة، بما في ذلك كأس العالم تحت 17 عامًا في عام 2011، إذ لعب جنبًا إلى جنب مع إيمريك لابورت وكورت زوما.
ومن هنا شارك هالر مع منتخب ساحل العاج، الذي فاز في المباراة الافتتاحية، لكنه خسر من نيجيريا، ثم غينيا الاستوائية، لتترك الدولة المستضيفة فرصها في التأهل معلقة بخيط رفيع، ويقول هالر: "لقد كان كابوسًا، تشعر أن لا شيء يعمل كما تريد، أتيت، وأنت مصاب، ولا يمكنك اللعب وسيتم إقصائك، لقد كان ذلك مضيعة للطاقة والوقت لكثير من الناس والمال للبعض أيضًا، لقد كان حلمًا وقد ذهب بعيدًا."
وأنقذ ساحل العاج فوز المغرب 1-0 على زامبيا، ليتأهل الأول كأفضل صاحب مركز ثالث، وتضرب موعدا مع السنغال حامل نسخة 2021، وتمت إقالة جاسيت واستبداله بمساعدة إيمرس فاي، وفشل منتخب ساحل العاج في تعيين مدربها السابق هيرفي رينارد، الذي يتولى الآن مسؤولية منتخب فرنسا للسيدات.
وواصلت ساحل العاج بحثها عن الخطر بعدما حولت تأخرها إلى فوز على السنغال بركلات الترجيح، بعدما تعادل لهم هالر، ووصف الأمر بأنه "أكثر من مجرد قصة خيالية".
وأصبح طريق ساحل العاج واضحا في البطولة بعد هذا، ليصل إلى النهائي في مواجهة نيجيريا، المباراة التي تمكن هالر فيها من تسجيل هدف الفوز لمنتخب بلاده، ليتوج باللقب.
اقرأ أيضاً: