تحرير كامل أم خفض الجنيه.. ما السيناريو الأقرب
كتبت- منال المصري:
قال مصرفيون ومحللون تحدث إليهم "مصراوي" إن السيناريو الأنسب لمصر لضبط سوق الصرف يتمثل في اتباع سياسة خفض الجنيه أو السعر المدار وليس سياسة سعر صرف مرن أي تحرير سعر الصرف أو كما يطلق عليه تعويم الجنيه حتى تتمكن من تثبيت الأسعار والقضاء على السوق السوداء.
وارتفع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه رسميا خلال آخر 22 شهرا بنسبة 96% ليقفز من 15.76 جنيه في مارس 2022 إلى قرب 31 جنيه لكل دولار حتى صباح تعاملات البنوك اليوم وهو سعر ثابت عليه من مارس الماضي.
وتوقع محمد عبد العال الخبير المصرفي عودة مصر إلى سياسة خفض الجنيه وليس تحرير سعر صرف بسبب عدم مواءمة سياسة تعويم الجنيه مع وضع الاقتصاد المصري على أن يرتبط خفض الجنيه بتوافر حصيلة نقد أجنبي بنحو 5 أو 8 مليارات دولار في يد المركزي لتجنب الضغوط الواقعة على الجنيه.
وأوضح أن تحرير سعر الصرف بشكل كامل سيؤدي إلى زيادة الضغوط التضخمية إلى مستويات غير مسبوقة حيث النسبة الأكبر من السلع في السوق المصري يتم استيرادها بالدولار.
وسجل المعدل السنوي للتضخم خلال العام الماضي رقما قياسيا ليصل قرب 39% و41% قبل أن يتراجع إلى قرب 34% على مستوى المدن و35%% التضخم الأساسي، وفق بيانات سابقة للبنك المركزي والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
وأوضح عبدالعال أن السعر العادل للجنيه مقابل الدولار عند 40 جنيها خلال النصف الأول من العام الجاري على أن يتحسن قليلا بنهاية 2024 ليصل إلى 38 جنيها لكل دولار تزامنا مع استئناف صندوق النقد الدولي دعم برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري، وهو سعر منطقي يتناسب مع مؤشرات مصر الاقتصادية وما تمتلكه من موارد.
قال وائل النحاس خبير الاقتصاد وأسواق المال، إن مصر لن تتجه إلى إتباع سياسة تحرير سعر الصرف ولكن خفض الجنيه بالتدريج حيث التعويم الكامل يعني رفع يد البنك المركزي تماما عن سعر صرف الجنيه مقابل الدولار ليتركه للعرض والطلب وهو ما قد يؤدي إلى قفزات سعرية غير متوقعة للدولار.
وأوضح النحاس أن مصر تحتاج إلى خفض الجنيه إلى 50 و52 جنيها خلال الربع الأول من العام الجاري بهدف تثبيت أسعار السلع والقضاء على السوق السوداء لتجارة العملة، بشرط الضرب بيد من حد على كبار المتلاعبين بالسوق.
ووصل سعر صرف الدولار في السوق السوداء لتجارة العملة إلى 54 جنيها و56 جنيها بسبب نقص المعروض من النقد الأجنبي وزيادة الطلب على شراء الدولار.
اقرأ أيضا: