الربط على القلوب: قوة الإيمان في الشدائد

قوة الربط على القلوب في الشدائد

في عالم مليء بالتحديات والمحن، تأتي كلمات الله تعالى لتكون لنا نورًا وهداية. حيث أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن قوله تعالى "وربطنا على قلوبهم" يحمل في طياته معاني عميقة تتعلق بالتثبيت الإلهي في أوقات الشدة والاضطراب.

دلالات التثبيت الإلهي

استشهد الشيخ الجندي بقصص من القرآن الكريم، مثل قصة أصحاب الكهف وأم موسى عليهما السلام، لتوضيح كيف أن الله عز وجل يربط على قلوب عباده في اللحظات الحرجة. ففي برنامج "لعلهم يفقهون" الذي يُبث على قناة "dmc"، أشار إلى أن التعبير القرآني جاء بعد أن قام أصحاب الكهف بخطوة جريئة في إعلان إيمانهم، مما يدل على أن التأييد الإلهي يأتي بعد المبادرة بالإيمان.

دعم إلهي في الأوقات الصعبة

ولم يقتصر الأمر على مجرد شعور بالطمأنينة، بل تحدث الشيخ عن الدعم الإلهي الذي يمنح الإنسان القدرة على التحمل والتسليم لأمر الله في أصعب اللحظات. كما ذكر قصة أم موسى، حيث أكد أن الربط على قلبها كان لحظة ضعف، مما يبرز أهمية التثبيت الإلهي في أوقات الشدائد.

ألفاظ القرآن ودقتها

أوضح الشيخ الجندي أن اختيار ألفاظ القرآن جاء بدقة متناهية، حيث أن "القلب" بطبيعته متقلب. لذا فإن الربط عليه يعني تثبيته ومنعه من الاهتزاز أمام رياح الفتن والشدائد. وأشار إلى أن الطمأنينة تأتي بعد الإيمان، كما ورد في قوله تعالى: "الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله، ألا بذكر الله تطمئن القلوب".
مكانك في القلب 8 الحلقة 73

الثبات في أوقات المحن

في ختام حديثه، شدد الشيخ الجندي على أن الربط على القلوب يُعتبر من أعظم درجات التأييد الإلهي، حيث يمنح الإنسان الثبات في أوقات المحن ويطمئنه على إيمانه، ليواصل طريقه بقلب راسخ لا تهزه الصعاب.

خاتمة

إن الربط على القلوب هو رسالة إلهية تدعونا للاعتماد على الله والثقة في قدرته، مهما كانت الظروف. إنها دعوة للتأمل في آيات القرآن وتطبيق معانيها في حياتنا اليومية.