"دمو" من موقع لتجمع العمال إلى قرية الألف مدرب
الفيوم- حسين فتحى:
اشتهرت منذ آلاف السنين تحديدًا منذ عهد الأسرة الـ12، بأنها مخزن آثار محافظة الفيوم، لما تضمه من آثار هامة على مستوى المحافظة خاصة ومصر عامة، حيث تحتضن هرم هوارة المبني من الطوب اللبن والذي يعود تاريخ إنشائه إلى عصر الدولة الوسطى وبالتحديد الملك أمنمحات الثالث.
هي قرية "دمو" التي تبعد 7 كيلو مترات عن مدينة الفيوم، وتتمتع بموقع جغرافي حيث تعتبر نقطة التقاء طريق الفيوم بني سويف الصحراوي، وطريق القاهرة أسيوط الغربي، ويوجد بها ظهير صحراوي يسمى صحراء دمو، استغلته الدولة في عام 1998 ببناء عدة منشآت منها المدينة الرياضية بدمو بمساكن دمو القديمة ومساكن دمو الجديدة، وأصبحت حاليًا حاضنة الألف مدرب في ترويض وتدريب الخيول.
الأثرى سيد الشورة، مدير عام آثار الفيوم السابق، قال إن مسمى قرية دمو يعود إلى كلمة "دمى" الفرعونية "الهيروغليفية" وتعنى مدينة، وكانت في الأصل موقعًا لتجمع العمال الذين قاموا ببناء هرم هوارة قبل 4 آلاف عام.
وأضاف أن قرية دمو واحة ريفية نشاطها الأساسي الزراعة وبها العديد من المثقفين والمتعلمين وأصحاب مهنة تدريب الخيول العربية الأصيلة، وقد تميزت القرية بمناظرها الخلابة، وتتجلى فيها مظاهر تدرج أرضها فنجد بها وادي دمو، ثاني وادي بالفيوم بعد وادي النزلة، واستطاع الفلاح المصري زراعته بعد أن اكتشف البطالمة وسيلة ري صناعية تستخدم لنقل المياه من الأراضي المنخفضة إلى الأراضي المرتفعة، واصبحت الساقية الفيومية على شكل تابوت رمزًا لمحافظة الفيوم وجزء من شعارها، ويمر بها ترعة بحر وهبه مما يشكل مصدر المياه الرئيسي للزراعة.
وأوضح مدير آثار الفيوم السابق، ان قرية دمو أصبحت من القرى المعروفة عالميًا بقرية الألف مدرب لتدريب الخيول العربية الأصيلة على مستوى الوطن العربي، حيث لا تخلو مزرعة من مزارع الخيول في مصر والوطن العربي إلا ويقوم بالعمل بها مدرب من قرية دمو بالفيوم، كما يوجد بالقرية العديد من مزارع تربية وتدريب الخيول العربية ومدربي الخيول، بعد أن كانت قرية للعمال.
وقال الدكتور هاني رشدي، الأستاذ بكلية السياحة والفنادق بالفيوم، وابن القرية وأحد المهتمين بنشاط الفروسية ومدربي الخيول، إن مهنة تدريب الخيول العربية بالقرية بدأت عقب الانفتاح الاقتصادي عام 1978 وعودة السياحة لمصر، حيث بدأ الرعيل الأول من الشباب لمدربي الخيول بالعمل بنزلة السمان وهم عبد المولى رشاد، وعبد النبي قاسم، وجمعة قاسم، وجمعة عبد الرازق، حيث نقلوا مجال تدريب الخيول بالقرية والتعامل مع الأجانب كعامل جذب لباقي شباب القرية للعمل في التدريب.
وأضاف، أن القرية أصبحت مصدرة لمدربي الخيل لجميع الدول العربية والأوروبية، ويقوم بزيارة القرية العديد من الأجانب خاصة من الدول العربية لركوب الخيل والتدريب أيضًا، لافتًا أن الكابتن إكرامي شوشة هو من أنشأ مدرسة للفروسية بالفيوم وأدخل نشاط الفروسية بإحدى المدارس الخاصة، ومعه الكابتن رزق سيد، ثم توسعت فكرة إنشاء اسطبلات الخيول بالقرية من مدرسة ديوان ثم مدرسة الرواد ثم اسطبل فرسان دمو، كما جرى إضافة أنشطة أخرى مثل الرمي بالقوس من أعلى الحصان.
وتابع "رشدى"، أنه منذ انطلاق بطولة الفيوم الأولى للخيول العربية الأصيله بقرية دمو عام 2015، جرى إحياء نشاط الفروسية ونشر ثقافته بين أبناء الفيوم وأصبح نشاط الفروسية من الأنشطة التي تجذب عدد كبير من أبناء المحافظة والمحافظات الأخرى بل وبعض الدول العربية خاصة الكويت والسعودية.
وأوضح أن نشاط الفروسية يساعد في إتاحه الفرصة للسائحين بمنطقة هرم هوارة التي تبعد عن قرية دمو ٢ كيلو، للاستمتاع بجولة سياحية وممارسة نشاط الفروسية بالمنطقة السياحية.
وطالب الدكتور هاني رشدي، وزارة السياحة والآثار، بتبني عمل إدارة موقع للمنطقة التراثية والأثرية بهرم هوارة وعمل مسارات للزيارة ومنافذ لبيع العاديات والحرف التراثية واشتراك المجتمع المحلي بهذه الأنشطة التي تتوافق مع إدارة الموقع، وتعظيم استفادة المجتمع المحلي منها.