اكتشاف موجة عملاقة في مجرة درب التبانة
موجة عملاقة تجتاح مجرة درب التبانة
في خبر مثير لعالم الفلك، أعلن الباحثون عن اكتشاف ظاهرة غامضة تُعرف بـ"الموجة" التي تجتاح مجرتنا، درب التبانة. هذه الموجة الضخمة ليست مجرد ظاهرة عابرة، بل تدفع بمليارات النجوم عبر مسافات شاسعة، مما يثير الكثير من الفضول حول أصلها وأسبابها.
تلسكوب جايا ورصد الموجة
تمكن العلماء من رصد هذه الموجة المجرية باستخدام بيانات تلسكوب جايا الفضائي، الذي تابعته وكالة الفضاء الأوروبية (ESA). عمل التلسكوب على رسم خرائط دقيقة لحركات ومواقع ملايين النجوم قبل أن يتقاعد في بداية هذا العام، مما جعله أداة حيوية لفهم ديناميكيات مجرتنا.
مدى تأثير الموجة
تشير النتائج إلى أن الموجة تؤثر على نجوم تبعد ما بين 30 ألف و65 ألف سنة ضوئية من مركز المجرة. هذه المسافة تمثل جزءاً كبيراً من قطر درب التبانة الذي يبلغ حوالي 100 ألف سنة ضوئية، مما يعني أن الموجة تغطي مساحة شاسعة من مجرتنا.
أسباب الموجة وما يتعلق بها
في حين أن العلماء لم يتمكنوا بعد من تحديد السبب الدقيق وراء هذه الموجة، إلا أن وكالة الفضاء الأوروبية تشير إلى احتمال ارتباطها باصطدام سابق مع مجرة قزمة أصغر. وعلى الرغم من ذلك، لا يزال الأمر بحاجة إلى مزيد من البحث لفهم طبيعة هذه الحركة الغامضة.
بيانات جايا وديناميكيات النجوم
على مدار حوالي 12 عاماً، جمع تلسكوب جايا بيانات دقيقة عن سرعات وحركات النجوم. في عام 2020، رصد العلماء اهتزازاً في قرص المجرة، مما مكنهم من تتبع الموجة الجديدة من خلال حركات النجوم العملاقة الشابة ونجوم القيفاوي (Cepheids) المعروفة بتغير سطوعها القابل للتنبؤ.
دور الغاز في تكوين الموجة
يُرجح الباحثون أن الغاز الموجود في قرص المجرة لعب دوراً أساسياً في تكوين هذه التموجات. حيث تحتفظ النجوم الشابة بذاكرة عن الموجة من الغاز الذي وُلدت منه، مما يعكس تأثير هذه الموجة على تكوين النجوم.
تشبيه الموجة بحركة المشجعين
شبّه مسؤولو وكالة الفضاء الأوروبية هذه الظاهرة بـ"الموجة" التي يصنعها المشجعون في الملاعب، حيث تبدأ الحركة من جهة واحدة وتنتقل عبر الصفوف بشكل جماعي. عند النظر إلى مجرتنا من الحافة، يمكن رؤية هذه الموجات كحركة رأسية واسعة عبر قرص درب التبانة.
الاكتشافات المستقبلية
تشير عالمة الفلك الإيطالية، إيلويزا بوجيو، إلى أن السلوك المرصود يتماشى مع توقعات العلماء حول هذه الموجة. وتضيف أن الظاهرة قد تكون مرتبطة بتموج أصغر يعرف باسم "موجة رادكليف"، التي تقع على بُعد 500 سنة ضوئية من الشمس وتمتد على مسافة 9 آلاف سنة ضوئية. ومع ذلك، فإن الموجة الجديدة أكبر بكثير وتقع في منطقة مختلفة من قرص المجرة.
تقول بوجيو: "قد تكون الموجتان مرتبطتين أو لا، وهذا ما نسعى لاكتشافه في أبحاثنا القادمة". إنه تحدٍ مثير في عالم الفلك، ونتطلع إلى المزيد من الاكتشافات التي قد تضيء لنا جوانب جديدة من مجرتنا الغامضة.
زهور الدم الحلقة 566