-

مصر وسد النهضة: رؤية دبلوماسية استراتيجية

(اخر تعديل 2025-12-20 18:16:23 )
بواسطة

مصر وسد النهضة: رؤية دبلوماسية استراتيجية

أكد السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، أن الخطوط الحمراء التي وضعتها مصر في ملفاتها الإقليمية، وخاصة فيما يتعلق بسد النهضة الإثيوبي والأزمة السودانية، تنبع من رؤية استراتيجية تهدف إلى تعزيز التعاون ودرء المخاطر التي تهدد الأمن القومي. هذه الرؤية ليست مبنية على منطق المواجهة، بل تنبع من الرغبة في بناء علاقات متوازنة تعود بالنفع على جميع الأطراف.

رسالة دبلوماسية رصينة

أوضح العرابي، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية عزة مصطفى في برنامج "الساعة 6" على فضائية "الحياة"، أن رسالة الرئيس السيسي الأخيرة كانت تحمل ملامح دبلوماسية رصينة تتكون من شقين رئيسيين. الشق الأول كان يتعلق بمظلة التعاون مع دول حوض النيل وإفريقيا، حيث استشهد بدور مصر الفعال في دعم التنمية في تنزانيا من خلال مشروع سد "نريري".

مصر تقود ركب التنمية في إفريقيا

تابع العرابي قائلاً: "المقاربة المصرية في هذا الشأن مبنية على أسس واضحة تؤكد أن مصر تسعى لقيادة ركب التنمية في إفريقيا، مع التأكيد على عدم وجود أي عداوة تجاه إثيوبيا". هذه الرسالة تعكس رغبة مصر الحقيقية في تحقيق تنمية مستدامة تعود بالنفع على جميع الدول المعنية.

رسالة واضحة للجانب الإثيوبي

أما الشق الثاني من الرسالة، فقد كان محددًا وواضحًا للجانب الإثيوبي فيما يتعلق بمسألة سد النهضة. حيث أكد العرابي أن الرسالة حملت توجيهًا لا لبس فيه: "المساس بحصة مصر المائية هو أمر مرفوض تمامًا، ولا يمكن أن نتقبله".

الجهود الدبلوماسية للحفاظ على الحقوق المصرية

وشدد وزير الخارجية الأسبق على أن هذا الموقف سيكون محور جهود دبلوماسية واسعة تهدف إلى الحفاظ على الحقوق المصرية. إن هذه السياسة لا تتعلق فقط بالمياه، بل تشمل أيضًا تحقيق الاستقرار الإقليمي.

الوضع في السودان: حماية الشعب والأمن القومي

وفيما يتعلق بالأزمة في السودان، أكد العرابي أن الخطوط الحمراء المصرية مستمدة من معاناة الشعب السوداني الشقيق. كما أن هذه الخطوط تنبع من إدراكها لتهديد الأمن القومي المصري في حال استمرار الفوضى وتهديد وحدة السودان. هذه الرؤية تعكس التزام مصر العميق تجاه أشقائها في السودان.
غرفة لشخصين الحلقة 9

اتفاقية الدفاع المشترك كأساس للعمل السياسي

وأضاف أن الخطوط الحمراء مستمدة من اتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين، وهي ستكون أساسًا لأي عملية سياسية واسعة. تحمل هذه الاتفاقية رسالة واضحة لكافة الأطراف بأن مصر لديها الإرادة والوسائل اللازمة لوقف نزيف الدم وتحقيق الاستقرار.