-

تصدير النفط السوري بعد 14 عاماً من التوقف

(اخر تعديل 2025-09-02 00:16:25 )
بواسطة

عودة النفط السوري إلى الأسواق العالمية

في خطوة تاريخية تعكس بداية جديدة للاقتصاد السوري، أعلن مسؤول سوري في قطاع الطاقة أن البلاد قد قامت بتصدير 600 ألف برميل من النفط الخام الثقيل من ميناء طرطوس، وذلك يوم الإثنين الماضي. يُعتبر هذا التصدير الأول من نوعه منذ 14 عاماً، مما يفتح آفاقاً جديدة للمستقبل الاقتصادي في سوريا.

تاريخ صادرات النفط في سوريا

قبل اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011، كانت سوريا تعتبر واحدة من الدول المنتجة للنفط، حيث كانت تصدر حوالي 380 ألف برميل يومياً. ولكن مع بداية الاحتجاجات التي تحولت إلى صراع مسلح، شهدت البلاد تدميراً هائلاً في البنية التحتية، بما في ذلك صناعة النفط.

تغيرات في القيادة والتوجهات الاقتصادية

بعد الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر من العام الماضي، تعهدت الحكومة الجديدة بإعادة إحياء الاقتصاد المتعثر. وفي هذا السياق، قال رياض جوباسي، معاون مدير الإدارة العامة للنفط والغاز بوزارة الطاقة السورية، إن شركة "بي سيرف إنرجي" كانت هي المستورد للنفط الخام الثقيل، والتي ترتبط بصلة مع شركة "بي بي إنرجي" العالمية.

تفاصيل عملية التصدير

بحسب البيان الرسمي الصادر عن وزارة الطاقة، تم تصدير النفط على متن الناقلة "نيسوس كريستيانا". وقد أشار جوباسي إلى أن استخراج النفط تم من عدة حقول في سوريا، لكنه لم يكشف عن مواقعها بالتحديد.

التحديات السياسية والعقوبات

تواجه سوريا تحديات كبيرة في مجال الطاقة، حيث تقع معظم حقول النفط في شمال شرق البلاد تحت سيطرة السلطات الكردية. ورغم أن التعاون بين الحكومة المركزية والأكراد قد بدأ في فبراير الماضي، إلا أن العلاقات قد تدهورت بسبب المخاوف المتعلقة بحقوق الأقليات.
السعادة العائلية الحلقة 9

تأثير العقوبات على الاقتصاد السوري

خلال سنوات الحرب، تعرضت سوريا لعدة جولات من العقوبات الأمريكية والأوروبية، مما صعّب من عملية تصدير واستيراد النفط. ومع ذلك، بعد إصدار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أمراً تنفيذياً في يونيو الماضي برفع بعض العقوبات، بدأت بعض الشركات الأمريكية في وضع خطط جديدة لاستكشاف موارد النفط والغاز في سوريا.

مشاريع تنموية جديدة

في إطار السعي لإعادة بناء الاقتصاد، وقعت الحكومة السورية مذكرة تفاهم بقيمة 800 مليون دولار مع شركة "دي بي ورلد" لتطوير وإدارة محطة متعددة الأغراض في طرطوس، مما يعكس روح التعاون والاستثمار التي تسعى الحكومة لتعزيزها بعد فترة طويلة من الصراع.

تبدو الآفاق المستقبلية للنفط السوري واعدة، لكن التحديات لا تزال قائمة، مما يتطلب جهوداً كبيرة للتغلب عليها واستعادة مكانة البلاد في أسواق الطاقة العالمية.