-

مبادرة مائدة فرحة: 11 عامًا من الخير

(اخر تعديل 2025-03-09 15:16:24 )
بواسطة

مائدة فرحة: 11 عامًا من حب الخير

في مدينة الإسكندرية، يتجسد العطاء في أجمل صوره، حيث يجتمع مجموعة من الشباب المفعمين بحب الخير، ليقدموا للعالم أروع معاني العمل التطوعي خلال شهر رمضان المبارك. هؤلاء الشباب، الذين يتشاركون شغفهم بالعمل الخيري وروح الإخاء، يسعون لتقديم وجبات طازجة للصائمين، محولين تجربتهم المتواضعة إلى تقليد سنوي يجذب إليه مئات المحبين للخير.

نجاح مستمر

تحت اسم "مائدة فرحة"، تحتفل هذه المبادرة هذا العام بمرور 11 عامًا على انطلاقها، حيث يساهم فيها متطوعون من مختلف الأعمار، يكرسون جهودهم لإسعاد الآخرين.

زيادة الوجبات

مع مرور السنوات، ارتفعت طموحات المتطوعين بشكل ملحوظ، حيث بدأت المبادرة في عامها الأول بتقديم خمسين وجبة كل يوم، أي ما يعادل 1500 وجبة في الشهر. أما هذا العام، فقد قرر المتطوعون تقديم 250 ألف وجبة للصائمين على مدار الشهر، بمعدل 8000 وجبة يوميًا، مما يجعلها أكبر مائدة إفطار في الإسكندرية.

تنظيم العمل في مائدة فرحة

آلية العمل

يعمل المهندس محمد رؤوف، أحد القائمين على المائدة، بجد مع فريقه من المتطوعين، الذين يقضون يومهم من الساعة العاشرة صباحًا وحتى بعد الإفطار في إعداد الوجبات وتوزيعها. تنقسم المائدة إلى قسمين: الأول يقدم وجبات الإفطار للفئات الاجتماعية المختلفة، والثاني يقوم بتوصيل الوجبات الساخنة إلى الأسر البسيطة في المناطق النائية.

فريق التطوع

يضم الفريق نحو 250 شابًا وفتاة، تجمعهم روابط قوية من الصداقة والتعاون، ويعملون بدافع حب الخير، حيث أن العديد منهم يمارسون مهنًا مرموقة أو لا يزالون طلابًا.

تحضير الوجبات

تبدأ عملية التحضير في الصباح حيث يقوم الفريق بشراء المكونات اللازمة، مثل الأسماك والدواجن واللحوم، ثم يتم تنظيفها وتقطيعها. يقوم طهاة محترفون بطهي وتحضير الوجبات، مع الحرص على تنويع الأطباق لتشمل جميع العناصر الغذائية اللازمة للصائمين.

البداية والنمو

تعود فكرة "مائدة فرحة" إلى عام 2014، حيث تم إطلاقها لتقديم تجربة مختلفة خلال شهر رمضان. بدأت المبادرة بخمسين وجبة يوميًا، ولكن بفضل النجاح المتواصل، ارتفع العدد ليصل إلى 250 ألف وجبة هذا العام.

الأطفال في قلب العمل التطوعي

يشمل تأثير "مائدة فرحة" الأطفال أيضًا، حيث يشارك العديد منهم في العمل التطوعي، مما يمنحهم فرصة لتعلم قيم العطاء والمشاركة. تعمل الفتيات والفتيان جنبًا إلى جنب مع الكبار في تحضير وتوزيع الوجبات.

قصص ملهمة من المتطوعين

تشارك "حبيبة"، الطالبة في الصف الأول الإعدادي، في المبادرة للعام الثاني على التوالي، معبرة عن سعادتها بمشاركتها. كذلك، تشارك شيماء مع ابنتها في تعزيز قيم حب الخير. أما "عمر"، فإنه يعمل بجد في مطبخ التحضير، مؤمنًا بأن إسعاد الآخرين يستحق كل الجهد.

دعم المجتمع

لعب الأهالي في منطقة رشدي دورًا مهمًا في دعم المبادرة، حيث قدموا المساعدة المادية والمعنوية، مما ساهم في تعزيز روح التعاون بين المجتمع.

أهمية النظافة

تولي المبادرة اهتمامًا كبيرًا بالنظافة، حيث يتبع المتطوعون إجراءات صارمة للحفاظ على سلامة الغذاء، بما في ذلك استخدام القفازات وتنظيف المكان بشكل دوري.

دعوة للتطوع

تدعو "مائدة فرحة" الشباب الراغبين في التطوع للانضمام إلى العمل الخيري، مشددين على أهمية مشاركة الوقت والجهد، بدلاً من الاكتفاء بالتبرع المالي.

الشغف بالعطاء

يؤمن المشاركون في "مائدة فرحة" بأن تخصيص الوقت لخدمة الآخرين هو من أغلى ما يمكن أن يقدموه. بالنسبة لهم، الابتسامة التي يراها المحتاج هي أهم من الطعام الذي يقدموه.
المحتال مترجم الحلقة 9