-

من ضعف المعدل العالمي للنصف.. كيف تواجه مصر

(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

كتب- عمرو صالح:

قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، إن مصر تقع في أشد صحاري العالم جفافًا وتحتل المرتبة الأولى في ندرة الأمطار.

وأضاف "شراقي"، عبر حسابه على فيسبوك، أن نهر النيل غير هذه الطبيعة الجغرافية وجاء بالمياه من المنابع الاستوائية والإثيوبية ليجعلها دولة زراعية، ويتكون حوله أعرق الحضارات العالمية، وتوالت الجهود المصرية للاستفادة القصوى من مياه النيل بدءًا من إنشاء القناطر الخيرية ومرورًا ببناء السد العالي الذي بدأ في حجز المياه عام 1964.

وتابع: طبقا لاتفاقية 1959 مع السودان تم تحديد حصة مصر السنوية من مياه النيل بـ 55.5 مليار متر مكعب، حينئذ كان عدد السكان 30 مليون نسمة بنصيب 1900 م3/ فرد سنويًا، تقريبا ضعف ما يحتاجه الإنسان سنويا "1000 م3" طبقًا للمقاييس العالمية.

وأوضح "شراقي"، أن مشاكل المياه بدأت منذ 1992 حين بدأ انخفاض نصيب الفرد عن المعدل العالمي نتيجة زيادة عدد السكان مع ثبات حصة مصر السنوية من مياه النيل حتى وصلت حاليًا إلى حوالي 500 م3 سنويًا، مسجلة عجزًا مائيًا قدره 50%، مما دفع الحكومات المصرية إلى الاستفادة بجزء من المياه الجوفية غير المتجددة، وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي بمقدار 23 مليار م3 بتكاليف كبيرة، وانخفض العجز المائي حتى وصل إلى 18%، يتم التغلب عليه باستيراد محاصيل ومنتجات غذائية من الخارج مثل القمح والذرة وزيت الطعام.

وأشار الدكتور عباس شراقي، إلى أن التحديات المائية تزداد مع استمرار زيادة عدد السكان بمقدار 1.6 مليون نسمة سنويا وما يقابله من احتياجات مائية تبلغ 1,6 مليار م3 سنويًا، ثم يأتي سد النهضة الإثيوبي في السنوات الأخيرة ليزيد العبء المائي، مع زيادة الاحتياجات المائية نتيجة التوسع في المشروعات الزراعية الحديثة مثل الدلتا الجديدة، وانهيار قيمة الجنيه المصري وما تبعه من أعباء مالية لاستيراد المواد الغذائية.

ولفت إلى أن حلول التغلب على العجز المائي تكمن في مزيد من استخدام التكنولوجيا الحديثة في الزراعة والري، واستنباط أصناف زراعية جديدة موفرة للمياه مع إنتاجية عالية وعائد مادي أكبر، وترشيد استخدام المياه الجوفية، ومزيد من حسن إدارة استخدام المياه في الزراعة والصناعة، وضرورة تنفيذ بعض المشروعات المائية في دولتي السودان وجنوب السودان لزيادة إيراد النيل بكمية أكثر من 20 مليار م3 مثل قناة جونجلي في جنوب السودان.

اقرأ أيضا: