متحدث حكومة غزة لمصراوي: صامدون حتى الموت
كتبت - سارة أبو شادي:
تحدّث المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية في غزة، سلامة معروف، عن الأوضاع الإنسانية في غزة، في ظل وجود عدد كبير من المواطنين بالشوارع، وعلى شاطئ بحر غزة، فذكر أنّ هؤلاء ممن آثروا البقاء بالقرب من منازلهم التي تعرضت للقصف، يرفضون كل محاولات الاحتلال الإسرائيلي من تهجيرهم وإبعادهم عن أرضهم، وبالرغم من نجاة هؤلاء من قصف منازلهم لكنّهم حتى اللحظة لم يخرجوا بعد من دائرة القتل والاستهداف.
وتابع المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية في غزة، في حديثه مع مصراوي، أنّ المواطنين الذين استهدفت منازلهم وباتوا حاليًا يالشوارع لا يمكن أن نقول عنهم ناجين حتى اللحظة، طالما استمر قصف الاحتلال العشوائي في كل مكان حولهم، فغارات الاحتلال تستهدف كل مناحي الحياة من بشر وشجر وحجر، لذا فهؤلاء لم ينجو بعد من دائرة القتل الإسرائيلية، وتواجدهم بالقرب من منازلهم المهدمة ماهو إلّا تمسك بالأرض، ورفض الخروج والمغادرة بأي حال من الأحوال.
وفقًا لـ"معروف"، فإنّ مسؤولية المواطنين الذين آثروا البقاء في مدنهم، رافضين الخروج بشكل أساسي، مرتبطة بالمنظمات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة، والتي يفترض بها أن تتحرك من أجل دعم وإنقاذهم، تلك المنظمات التي وضعت قواعد القانون الدولي الإنساني، والتي حددت واجباتها تجاه هؤلاء المدنيين في مثل هذه الأوقات> سواء بتوفير الحماية أو المواد الحياتية والمعيشية التي تكفل الحياة لهم.
المنظمات الدولية ذاتها حسب متحدث الحكومة في غزة، هي التي تنصلت ومنعت عنهم أسباب الحياة، والتي لم تستطع حتى الحفاظ على حياتهم داخل مراكز الإيواء، خاصة بعدما استهدف الاحتلال لأكثر من مركز إيواء خلال الفترة الماضية.
ووصف سلامة معروف، الصورة في قطاع غزة، بعد حديث البعض عن إخلاء المدن في شمال القطاع نحو جنوبه، قائلًا إنّ "غالبية أهالي غزة وتحديدًا المقيمون في منطقة الشمال، لم يستجيبوا بطبيعة الحال لمنشورات الاحتلال التي طالبهم فيها بالتوجه جنوب غزة، وحتى هناك كثيرون ممن خرج وذهب صباح أمس، لم ينقضي النهار إلا وقد عاد لمنازله ومنطقة سكناه، لأنه قد وجد أن هذا هو الأصوب".
واستكمل "معروف"، " هؤلاء جميعا مصيرهم مرتبط بالمؤسسات الدولية وإمكانياتها في وقف العدوان، إضافة إلى أنه حاليا فمن الأهمية توفير ممر آمن، هذا الممر الآمن ليس لخروج الشعب الفلسطيني ولكن لإدخال المستلزمات الإغاثية لإنقاذ الآلاف من الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة.
وبالنسبة لمحاولة إيجاد حلول بسيطة لتلك الأزمة، فأوضح "معروف"، أنّ تماسك المجتمع الفلسطيني وحده من سيساهم في الخروج من تلك الأزمة، وبطبيعة الحال فإنّ هذا المجتمع تحكمه العادة والعرف بشكل كبير، والعائلات في فلسطين كما يطلق عليها عائلات ممتدة، لذا فتلك العائلات يظهر دورها الواضح والكبير في مثل تلك الأزمات، المواطنون الذين هجروا من منازلهم فُتحت لهم منازل أخرى، بعض المؤسسات الحكومية أيضًا عملت على توفير بعض الأماكن لتجمعات النازحين الذين خرجوا من منازلهم بسبب القصف، ولم يعد لهم أي مأوى.
وحسب المتحدث باسم حكومة غزة سلامة معروف، فإنّ الحكومة أيضًا عملت على فتح عشرات المدارس الحكومية ويتم العمل على استيعاب العشرات من النازحين، مؤكدًا على أنّ غزة كانت تمتلك مخزون قبل العدوان وهذا المخزون هو الذي تعمل عليه حاليا، وبغض النظر عن الفترة الزمنية التي يمكن أن ينتهي فيها هذا المخزون لكنّه موزع على الجميع دون فرق، والجميع يجتهد في تقديم يد العون والمساعدة للأكثر حاجة والأكثر اضطرارًا على صعيد ظروفه وأوضاعه، وبالتالي فمسألة التكافل واستشعار الواجب الملقى على الجميع في مثل هذا الظرف.