-

مفاوضات حماس وإسرائيل: آمال اتفاق ووقف نار

(اخر تعديل 2025-10-08 14:16:38 )
بواسطة

مفاوضات حماس وإسرائيل: آمال اتفاق ووقف نار

غزة - (د ب أ) - في سياق التطورات الحالية، تشير المعلومات من مصادر فلسطينية مطلعة إلى أن الساعات الثماني والأربعين المقبلة ستكون حاسمة في مسار المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس ودولة إسرائيل. هذه المفاوضات تجري تحت ضغوط أمريكية مكثفة تهدف إلى تقديم اتفاق أولي يتضمن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

التدخل الأمريكي في المفاوضات

أفادت المصادر الخاصة لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أن التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي أكد فيها أنه سيسعى بكل جهده لضمان التزام الأطراف بما سيتم التوصل إليه، جاءت بعد سلسلة من الاتصالات المكثفة التي أجراها مسؤولون أمريكيون مع الوسطاء المصريين والقطريين، بالإضافة إلى أطراف فلسطينية عبر قنوات غير مباشرة.

نشاط دبلوماسي متزايد

خلال الساعات الأخيرة، شهدت المفاوضات نشاطا دبلوماسيا متزايدا حيث أجرت الوفود الوسيطة، المصرية والقطرية، سلسلة من الاجتماعات المنفصلة مع ممثلي حماس والجانب الإسرائيلي. تركّزت هذه الاجتماعات على تثبيت التفاهمات حول خطوط الانسحاب الميدانية وضمانات التنفيذ.
غرفة لشخصين الحلقة 9

دلالات التحركات الأخيرة

لاحظ الجانب الفلسطيني "التحرك المفاجئ" لكل من جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره السابق، والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، اللذين وصلا إلى شرم الشيخ. هذه الزيارة تحمل دلالات واضحة على أن المفاوضات تقترب من مراحلها النهائية، حيث يرتبط حضورهما عادة بصياغة التفاهمات النهائية أو وضع الضمانات الأمريكية في حال الاتفاق.

خطة ترامب لوقف النار

تستضيف مدينة شرم الشيخ المصرية، لليوم الثالث على التوالي، المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل، والتي تهدف إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وفق خطة ترامب المكونة من عشرين نقطة. وكانت الإدارة الأمريكية قد أعلنت عن خطة لوقف إطلاق النار تتضمن وقفا فوريا لإطلاق النار، وإطلاق الرهائن في غضون 72 ساعة، بالإضافة إلى نزع سلاح حماس وانسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية.

الآثار الإنسانية للحرب

تشهد غزة حربا واسعة ضد حركة حماس منذ السابع من أكتوبر 2023، بعد هجوم غير مسبوق نفذته الحركة على جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص واحتجاز رهائن، بينما أودت الحرب بحياة أكثر من 67 ألف فلسطيني، وفق وزارة الصحة في غزة، مما أسفر عن أزمة إنسانية غير مسبوقة ومجاعة في القطاع المحاصر.

التحديات السياسية والإنسانية

ذكر مصدر فلسطيني مقرب من أحد الوفود المشاركة أن اليوم الأربعاء سيكون حاسما في تحديد ما إذا كان الجهد الأمريكي والعربي سينجح في تحويل هذا المسار الطويل إلى اتفاق فعلي يضع حدا للحرب المستمرة منذ عامين. جميع الأطراف تدرك حجم التحديات الإنسانية والسياسية التي خلفتها الحرب، وهو ما يؤدي إلى توافق على أن أي اتفاق ينبغي أن يكون شاملا ويضمن وقفا دائما لإطلاق النار.

الضغوط الأمريكية على الأطراف المعنية

في الساعات الماضية، مارست الإدارة الأمريكية ضغوطاً مباشرة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لقبول وقف إطلاق النار، بعد أن وصف مسؤولون في البيت الأبيض أداءه بأنه جيد، لكنه لم يعد كافياً لاستمرار الحرب. ترامب نقل هذه الرسالة بنفسه إلى نتنياهو خلال لقائهما الأخير في واشنطن.

ضمانات للأطراف المعنية

أوضح المصدر أن واشنطن مستعدة لتقديم ضمانات أمنية وسياسية لجميع الأطراف، بما في ذلك حماس والدول العربية، شرط الالتزام الكامل ببنود الاتفاق الأولي المرتقب. تشمل هذه الضمانات آلية إشراف دولية على تنفيذ وقف إطلاق النار، وجدول زمني واضح لانسحاب القوات الإسرائيلية، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون قيود.

تفاؤل حذر داخل الأوساط الفلسطينية

تظهر الأجواء العامة تفاؤلا حذرا داخل الأوساط الفلسطينية، رغم إدراكهم تعقيد القضايا التي لا تزال قيد البحث. إن ما يجري في شرم الشيخ هو سباق مع الزمن، حيث هناك رغبة حقيقية لدى الأطراف العربية لإنهاء الحرب، والولايات المتحدة تدرك أن استمرارها سيؤثر سلبا على مصالحها في المنطقة.

المرونة من جانب حماس

أبدى الوفد الفلسطيني مرونة كبيرة مقابل التزامات وضمانات واضحة، في حين أوضحت حماس عبر الوسطاء أن أي اتفاق لن يكون مقبولاً ما لم يتضمن وقفا شاملا للعمليات العسكرية وضمان عدم عودة التصعيد. الحركة تتابع باهتمام الإشارات القادمة من واشنطن، خاصة حديث ترامب عن الضمانات الأمريكية.

الآمال في انفراجة قريبة

يلاحظ المراقبون الفلسطينيون تطورات المفاوضات بقلق وترقب، معربين عن أملهم في أن تكون هذه المفاوضات قريبة من تحقيق انفراجة حقيقية. يشير المحلل السياسي الفلسطيني عاهد فروانة إلى أن المؤشرات الإيجابية من واشنطن والعواصم العربية تعكس إرادة دولية لإنهاء الحرب، لكن الطريق إلى الاتفاقات النهائية مليء بالعقبات.

في النهاية، يبقى الأمل معلقا على الجهود المستمرة في شرم الشيخ، حيث يسعى الجميع إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، مع إدراك أن تحقيق هذه الأهداف يحتاج إلى تعاون دقيق وتفانٍ من جميع الأطراف المعنية.