-

حياة محمد الضيف: بطل في الظل

(اخر تعديل 2025-02-02 14:16:22 )
بواسطة

عاش محمد الضيف، القائد العسكري لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، 60 عاماً في الظل، بعيداً عن الأضواء، حيث كانت تفاصيل حياته اليومية غامضة، ولم تُتَح الفرصة للجمهور لرؤية صوره أو التعرف على حياته بشكل جذري. ومع ذلك، بدأت الكثير من التفاصيل تتكشف مؤخراً، خاصة بعد أن أعلن عن استشهاده قبل يومين، في الهجوم الذي وقع في السابع من أكتوبر.

لمحة عن حياة محمد الضيف

في حديثها مع قناة "الجزيرة"، كشفت غدير صيام، زوجة محمد الضيف، عن جوانب من حياتها مع الرجل الذي لاحقته إسرائيل لثلاثة عقود. وتحدثت عن العديد من محاولات اغتياله التي نجا منها بفضل حنكته وذكائه، حيث كان دائماً يتخفى وينجح في الإفلات من رصاص الاحتلال.

البدايات والزواج

تزوجت غدير من الضيف في صيف 2001، لكنها دخلت في مرحلة جديدة من الحياة المليئة بالتحديات الأمنية، حيث كان الاحتلال الإسرائيلي يلاحقه. ولتأمين سلامتها، غيرت اسمها إلى "يمنى"، وأصبح يُعرف عنها أنها "أم فوزي".

الزهد وبساطة الحياة

تحدثت غدير عن زهد زوجها في الحياة، حيث كان منزلهما يحتوي على أربع قطع أثاث فقط، مفرش من الحصير، وخزانة بسيطة لملابسهما. وكانت الهدية التي تلقاها من الشيخ أحمد ياسين بمناسبة زفافه، عبارة عن مبلغ مالي تبرع به لكتائب القسام، مما يعكس مدى ارتباطه بقضيته.
الأمل لا يمكن تقييده مدبلج الحلقة 45

مواجهة محاولات الاغتيال

تقول غدير إن زوجها كان هدفًا رئيسيًا لإسرائيل، ورغم ذلك، نجا من عدة محاولات اغتيال. في واحدة من تلك المحاولات، استهدفت قوات الاحتلال سيارته في وسط مدينة غزة عام 2002، مما أدى لفقدانه عينه اليسرى. وفي محاولة أخرى عام 2006، تعرض لإصابات بالغة جراء استهداف منزله، مما أسفر عن حروق شديدة وكسور في الظهر.

حياة بعيدة عن الحرب

على الرغم من التحديات التي واجهها، عاش محمد الضيف حياة بسيطة، حيث كان يحب الأكلات الشعبية مثل الملوخية والفاصوليا. كما كان يشجع كرة القدم، ويتابع مباريات كأس العالم، ويفضل فريق برشلونة.

الاهتمام بالآخرين

كان الضيف يهتم بالفقراء ويخصص جزءاً كبيراً من راتبه لمساعدتهم. فقد أشرف على ترميم 270 منزلاً للفقراء، وحتى في ظل انشغالاته، قام بمتابعة علاج سيدة فقيرة مصابة بالسرطان حتى أكملت علاجها في الخارج.

وفي النهاية، ترك محمد الضيف هذه الحياة مخلصاً لقضيته، دون أن يمتلك منزلاً له، مما يعكس مدى زهد حياته وعطائه للآخرين.