كيف تعاملت دول التطبيع مع عدوان إسرائيل على غزة؟
كتبت – ندى محرم
في الساعات الأولى من بداية الحرب على قطاع غزة وتحديدا يوم السابع من أكتوبر 2023، وفي ظل بدء عمليات العدوان على القطاع، تحدثت العديد من البلدان العربية والأجنبية عن محاولات التهدئة، لكنّ الأنظار بأكملها اتجهت نحو 7 بلدان عربية ممن لهم علاقات سلام مع إسرائيل، لمتابعة الموقف الدبلوماسي لتلك البلدان بشأن الأحداث.
مصر
في يناير عام 198، كانت بداية عملية السلام بين القاهرة وتل أبيب، وذلك بعد النصر الذي حققته مصر في حرب السادس من أكتوبر واسترداد أرضها من المحتل الإسرائيلي، السلام الذي وقعه السادات قبل سنوات، لم يكن عائقًا أمام اتجاه الدولة المصرية تجاه القضية الفلسطينية.
فمع الساعات الأولى من العدوان على غزة السبت الماضي، خرجت الخارجية المصرية في بيان لها، تدعوا خلاله الأطراف الدولية للتدخل الفوري ووقف التصعيد في القطاع، وحثت إسرائيل على وقف الاعتداءات والأعمال الاستفزازية ضد الشعب الفلسطيني، والالتزام بقواعد القانون الدولي.
وخلال 7 أيام بدا دور مصر واضحًا تجاه القضية، سواء بتصريحات من مسؤوليها وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، بأنّ القضية الفلسطينية قضية ذات أهمية كبرى لمصر ولن يتم التخلي عنها، واستمرت مصر في دعمها الواضح والصريح عن طريق الإعلان عن إرسال واستقبال مساعدات إنسانية وإغاثية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، إضافة إلى إعلانها بشكل رسمي عدم إغلاق معبر رفح.
الأردن
في عام 1994 كانت بداية تطبيع الأردن مع إسرائيل، حيث وقعت المملكة الهاشمية معاهدة سلام، سبقها عقد لقاء في واشنطن بنحو 3 أشهر بين الملك الراحل حسين الثاني ورئيس الوزراء حينها إسحاق رابين، حيث أعلن الزعيمان عن انتهاء حالة الحرب بين بلديهما.
موقف عمان لم يختلف كثيرًا عن القاهرة، ففي الساعات الأولى من الحرب علقت وزارة الخارجية الأردنية، على الأحداث معبرة عن رفضها الشديد، لما تشهده مدن ومناطق في الضفة الغربية، من اعتداءات وانتهاكات إسرائيلية على الشعب الفلسطيني.
لم تكتف الأردن بالبيانات الداعمة للفلسطينيين فقط، بل أعلنت عن محاولاتها رفقة القاهرة وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإغاثية إلى القطاع، خاصة بعدما أعلنت إرسال طائرة محملة بالإغاثة إلى مطار العريش تمهيدًا لنقلها إلى غزة.
الإمارات
في عام 2020، بدأت سلسلة من اتفاقات التطبيع بين 3 دول عربية وإسرائيل، البداية كانت مع الإمارات وتحديدا في شهر أغسطس، والتي أعلنت خلاله عن اتفاق "إبراهيم"، والذي كانت بداية لعلاقات جديدة مختلفة بين أبو ظبي وتل أبيب.
في اليوم الأول من العدوان خرجت الإمارات في بيان خارجيتها لتعرب عن "قلقها الشديد" إزاء تصاعد العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مشددة على ضرورة وقف التصعيد، والحفاظ على أرواح المدنيين، معبرة عن أسفها العميق للخسائر في الأرواح الإسرائيلية والفلسطينية.
البحرين
وفي الـ11 من سبتمبر من نفس العام 2020 ، كانت البحرين رابع الدول العربية التي تعلن التطبيع مع إسرائيل، في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي خرج حينها في تغريدة شهيرة له قال فيها " تاريخية جديدة اليوم! الدولتان الصديقتان العظيمتان إسرائيل ومملكة البحرين توصلتا لاتفاق سلام".
البحرين في تعليقها الأول على الأحداث، خرجت تحذر من تداعيات "سلبية" على المنطقة، حال استمرار القتال بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، كما أعلنت عن متابعتها بقلقٍ تطورات الأوضاع في قطاع غزة بين فصائل فلسطينية والقوات الإسرائيلية.
السودان
بدأت العلاقة بين الخرطوم وتل أبيب رسميا في الـ 23 من أكتوبر 2020، حينما أعلن السودات عن إقامة علاقات تطبيع مع إسرائيل وبداية مرحلة جديدة من السلام بين الدولتين، وبالرغم من تلك العلاقات الوطيدة بين الدولتين إلاّ أنّ موقف السودان في السابع من أكتوبر الماضي، منذ اللحظة الأولى من اندلاع العدوان على غزة كان داعمًا للقضية الفلسطينية، وخرجت الخارجية السودانية في بيان لها، لتعلن عن دعمها للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة.
المغرب
في ديسمبر من عام 2020، بدأت بوادر اتفاق مغربي إسرائيلي برعاية أمريكية، وفي العاشر من الشهر نفسه، تم الإعلان عن اتفاق تطبيع بين المغرب وإسرائيل، موقف المغرب بدا محايدًا حيث أعلنت في بيانها الصادر باليوم الأول من العدوان، أنّها تدين استهداف المدنيين من أي جهة كانت، مؤكدة على أنّ المفاوضات هي السبيل الوحيد للوصول إلى حل.