-

بالصور.. العين الحارسة لكنوز الأرض مهددة بخطر

(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

يوصف موقع عين الصحراء الكبرى في موريتانيا بأنه واحد من أكثر التكوينات الجيولوجية سحرا وإبهار وغموضا، لكن يبدو أن هذا الأثر النادر يواجه مخاطر عديدة دفعت السلطات الموريتانية لإصدار مشروع مرسوم لحمايته.

من الفضاء، تبدو "عين الصحراء" وكأنها فوهة بركان تقع في وسط الصحراء الكبرى في موريتانيا، وهي عبارة عن أثر جيولوجي قطره 50 كيلومترًا.

ويطلق عليه عدة أسماء منها هيكل الريشات وقلب الريشات والعين الزرقاء، وعين إفريقيا، بينما يطلق عليه السكان المحليون اسم "العين الحارسة لكنوز الأرض".

وفقا لموقع geologyscience، اعتقد الجيولوجيون في البداية أن عين الصحراء نشأت بسبب اصطدام نيزك فضائي بالأرض، لكن الدراسات اثبتت أن الصخور الموجودة بالمكان أصولها أرضية بالكامل.

ويتضمن قلب الريشات مجموعة متنوعة من الصخور النارية المتطفلة والقاسية، وتشمل الصخور البركانية الريوليتية، والجبروس، والكربوناتيت، والكمبرلايت.

ومن المعروف جيولوجيا أن الصخور الريوليتية تتكون من تدفقات الحمم البركانية والصخور المتغيرة بالحرارة المائية، والتي يتم تفسيرها على أنها بقايا متآكلة من المريخ.

ويعتقد العلماء أن هذا المشهد صنيعة تغييرات جيولوجية شهدتها الأرض عبر ملايين السنين، إذ أدى النشاط البركاني تحت سطح الأرض إلى إظهاره.

وشرح العلماء أن التكوين المبكر للعين بدأ عندما تفككت القارة العملاقة بانجيا Pangea، إذ تدفقت مياه المحيط الأطلسي إلى المنطقة وبدأت الصهارة من الأعماق تحت السطح في الارتفاع من عباءة الأرض، لتشكل قبة صخرية على شكل دائرة محاطة بطبقات من الحجر الرملي.

ونظرًا لأن التآكل كان له أثره على الصخور النارية والأحجار الرملية، ومع انحسار القبة تُركت حواف دائرية ما أعطى هيكل ريشات شكله الدائري الغائر.

وتجذب عين الصحراء السائحين والجيولوجيين الذين يتوافدون عليها لدراسة السمات الجيولوجية الفريدة، ومن المتوقع أن تتعرض العين لتهديد كبير بسبب قلة المياه أو هطول الأمطار في منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة في الصحراء.

مثلا، يمكن لرياح الصحراء خاصة تغير المناخ أن تجلب المزيد من الكثبان الرملية إلى المنطقة، وبحلول المستقبل البعيد يمكن أن تمتلئ عين الصحراء بالرمال والغبار.

ونشرت الوكالة الموريتانية للأنباء بيانا ذكرت فيه، أن هذا الموقع "يتعرض لضغوط متعددة تتجلى بنهب تراثه الأثري التاريخي، وتشويش التوازن البيئي، وتدهور توازن التربة".

وأضافت أن مشروع المرسوم الحالي "يهدف إلى تحديد نظام حمائي مناسب، وحفظ الموروث الجيولوجي لقلب الريشات، من خلال التعرف على مختلف عناصر هذا الموروث وتحديد سماته، والمحافظة عليه في ظروف تمكن من تسييره المستديم، ووضع إجراءات عقابية لانتهاك الترتيبات الواردة في هذا المرسوم وخطة التهيئة والتسيير".

اقرأ أيضا: