-

بالصور- بوابة العالم القديم في الإسكندرية..

(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

الإسكندرية- محمد البدري ومحمد عامر:

تصوير: مصراوي

يستعد شارع النبي دانيال التاريخي أحد أقدم وأهم شوارع الإسكندرية، لانتهاء أعمال مشروع تطويره ورفع كفاءته لينضم إلى قائمة أهم تجارب الدولة في مجال الحفاظ على التراث المعماري والعمراني.

ورصدت عدسة "مصرواي" جانبا من أعمال تطوير الشارع الذي يبلغ طوله 750 مترًا ويُعد أحد أقدم وأهم شوارع عروس البحر المتوسط بأعمال تطوير ورفع كفاءة بتكلفة تقدر بـ 103 ملايين جنيه.

وتكمن أهمية شارع النبي دانيال كونه أحد أعرق شوارع المدينة؛ والمسمى ببوابة المدينة للعالم القديم، إذ يمتد تاريخه لسنة 331 قبل الميلاد فكان يمثل جزءاً من الشارع الرئيسي الطولي للإسكندرية وقت إنشائها، عندما أمر الإسكندر الأكبر المهندس الإغريقي دينوقراطيس ببناء مدينة الإسكندرية لتكون عاصمة جديدة لإمبراطوريته لما وجده فيها من موقع ممتاز يجعلها نواة لعصر جديد.

ويعد شارع النبي دانيال العريق بمثابة مجمع للأديان السماوية الثلاثة إذ يضم؛ الكنيسة المرقسية وهي أقدم كنيسة في أفريقيا من القرن الأول الميلادي، ومعبد إلياهو هنابي وهو أقدم المعابد اليهودية التي شُيدت في الإسكندرية، ومسجد النبي دانيال الذي شيد في القرن الثامن عشر.

ويتمتع الشارع العريق بطابع ثقافي لثراءه بالعديد من المباني التراثية من القرن التاسع عشر به، وكذلك منشآت تاريخية مميزة مثل مبنى جريدة الأهرام التاريخي ومبنى المركز الثقافي الفرنسي، فضلا عن أكشاك الكتب والصحف الممتدة على جانبي الشارع وشكلت دورا هاما في تكوين الثقافة المصرية خاصة لأبناء المدينة الساحلية خلال السنوات الماضية.

وتشمل أعمال تطوير المرحلة الأولى من الشارع - بداية من شارع الشهداء مع ميدان محطة مصر حتى شارع فؤاد بطول 300 متر - إعادة ترميم ودهان الواجهات الخاصة بـ 16 عمارة مع مراعاة المباني التراثية وعمل أنظمة إضاءة للواجهات، وفقا للواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية.

وقال محافظ الإسكندرية إن أعمال التطوير تشمل عمل نموذج موحد لكافة المحالّ الموجودة بالشارع مع مراعاة توحيد اللافتات الإعلانية للمحالّ طبقًا للتنسيق الحضاري واستخدام خط الإسكندرية بالإضافة إلى دهان وعمل واجهات لأسوار إدارة الإشارة والمعهد الديني والمركز الثقافي الفرنسي.

وانتهت الجهات المسؤولة عن تطوير شارع النبي دانيال من إعادة تأهيل ودهان المنطقة الأثرية "الصهريج" ومسجد سيدي عبد الرازق وبوابة مسجد النبي دانيال مع مراعاة إقامة سوق للكتب بما يتناسب مع الهوية البصرية للمكان وتغيير الأرصفة وتشطيبات الأرضية ليتحول الشارع إلى ممشى تراثي.

كما يتضمن المشروع مراعاة الإضاءات الجانبية للشارع بأعمدة إضاءة ديكورية وإضاءات على العمائر لإبراز الزخارف المعمارية، وذلك بعد رفع كفاءة البنية التحتية للشارع بجميع المرافق.

ولفت المحافظ إلى وجود تكامل بين تطوير شارع النبي دانيال وأعمال التطوير التي جرت في ميدان محطة مصر والمتحف اليوناني الروماني وذلك لإعادة إحياء المناطق والشوارع والميادين التراثية والتاريخية ووضعها على خريطة السياحة العالمية.